(٢) أي: ما يقع في القلب ولا ينشرح الصدر له وخاف الإثم فيه "نووي"(٨/ ٣٥٣)، [انظر:"عمدة القاري"(١/ ١٨٤)].
(٣) قوله: (مجاهد) هو ابن جبر، هو الإمام الفقيه المحدث المفسر المكي تابعي، متفق على جلالته وتوثيقه، عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة، قوله:"وإياه" يعني نوحًا - عليه السلام -، أي: هذا الذي تظاهرت عليه الأدلة من الكتاب والسنة من زيادة إيمان ونقصانه هو شرع الأنبياء الذين قبل نبينا - صلى الله عليه وسلم -، إن الله تعالى قال:{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ} الآية [الشورى: ١٣]، ويقال: جاء نوح - عليه السلام - بتحريم الحرام وتحليل الحلال، كذا في "العيني"(١/ ١٨٤).
قال صاحب "التوضيح": علم من تفسير مجاهد لهذه الآية اتحاد دين الأنبياء، وذلك في أصول الدين، ومن تفسير ابن عباس لقوله:{شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}[المائده: ٤٨] اختلافه، وذلك في الفروع والسنن، والآية الثانية موافقة للترجمة؛ لأن الاختلاف يوجب الزيادة والنقصان، ولا يظهر وجه موافقة الأولى للترجمة، انتهى.
قلت: اللَّهم إلا أن يقال: الثاني آخر الآية، قال:{أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ}[الشورى: ١٣]، والإقامة في الدين لا تتأتى إلا بالإيمان بِما يجب تصديقه والطاعة في أحكام الله، فكل من كان في التصديق وطاعة الأحكام أعمل كان إيمانه أكمل، فبهذا تحصل المطابقة، والله أعلم.