للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الأَسْوَدِ (١)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا نُرَى إِلَّا أَنَّهُ الْحَجُّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا تَطَوَّفْنَا بِالْبَيتِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَحِلَّ، فَحَلَّ (٢) مَنْ لَم يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ، وَنِسَاؤُهُ لَم يَسُقْنَ فَأَحْلَلْنَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَحِضْتُ فَلَم أَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ (٣) (٤) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَرجِعُ النَّاسُ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وَأَرْجِعُ أَنَا بِحَجَّةٍ؟!، قَالَ: "وَمَا طُفْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا مَكَّةَ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: "فَاذْهَبِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ (٥)، فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ مَوْعِدُكِ كَذَا وَكَذَا". وَقَالَتْ صَفِيَّةُ: مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ. فَقَالَ: "عَقْرَى حَلْقَى (٦)، أَوَ مَا طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ:

"بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ" في نـ: "بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ". "وَأَرْجِعُ أَنَا بِحَجَّةٍ" في قتـ: "وَأرْجِعُ أَنَا بِالحَجَّةِ"، وفي هـ: "وَأَرْجِعُ لِي بِحَجَّةٍ". "وَقَالَتْ صَفِيَّةُ" في نـ: "فَقَالَتْ صَفِيَّةُ". "حَابِسَتَكُم" في نـ: "حَابِسَتَهُم".

===

(١) " الأسود" ابن يزيد النخعي.

(٢) هذا هو فسخ الحج المترجم به، "قس" (٤/ ٧٤).

(٣) أي: ليلة المبيت بالمحصَّب، "قس" (٤/ ٧٤).

(٤) قوله: (لَيْلَةُ الْحَصْبَة) أي: الليلة التي بعد ليالي التشريق التي ينزل الحجاج فيها في المحصَّب، والمشهور في الحصبة سكون الصاد، وجاء فتحُها وكسرها، وهي أرض ذات حصًى، "ع" (٧/ ١٠٥).

(٥) موضع على نحو ثلاثة أميال من مكة.

(٦) قوله: (عقرى حلقى) بفتح الأول وسكون الثاني فيهما، وألفهما مقصورة للتأنيث، هكذا يرويه المحدّثون، وفيه وجوه أُخَرُ، والمعنى: عقرها الله وحلق شعرها، وليس المراد حقيقة ذلك لا في الدعاء ولا في الوصف، بل هي كلمة اتَّسَعت فيها العرب فتطلقها ولا تريد حقيقة معناها،

<<  <  ج: ص:  >  >>