= موضع وقوفه، كما أن في الرواية التي قبلها (١) تعيين الزمان، وكما أن في حديثي ابن عباس وأبي بكرة تعيين اليوم، وتعيين الوقت من اليوم في رواية رافع عند أبي داود والنسائي ولفظه:"رأيت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى"، "قس"(٤/ ٢٩٩)"ع"(٧/ ٣٦٥).
(١) أي: وقف متلبسًا بهذا الكلام المذكور، "ك"(٨/ ٢٠٤).
(٢) قال ابن حجر (٣/ ٥٧٦): "بهذا" أي: بالحديث الذي تقدم.
(٣) قوله: (هذا يوم الحج الأكبر) أي: يوم النحر هذا؛ لأن أكثر أفعال الحج فيه. واختلفوا فيه فقيل: المراد به الحج، والعمرة هو الحج الأصغر، أو هو الحج الذي كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واقفًا فيه، وسمي به لاجتماع المسلمين والمشركين فيه وموافقته لأعياد أهل الكتاب، كذا في "الكرماني"(٨/ ٢٠٤) و"العيني"(٧/ ٣٦٦، ٣٦٧)، وزاد العيني والقسطلاني (٤/ ٣٠٠): اختلف العلماء في يوم الحج الأكبر على خمسة أقوال:
أحدها: أنه يوم النحر؛ لأن فيه تكميل المناسك، وهو قول علي وعبد الله بن أبي أوفى والشعبي ومجاهد، ورواه الترمذي مرفوعًا وموقوفًا عن علي في "باب ما جاء في الحج الأكبر".
والثاني: أنه يوم عرفة، ويروى ذلك عن عمر وابن عمر، ورواه ابن مردويه في "تفسيره" عن المسور بن مخرمة قال: خطبنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو بعرفات، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال:"أما بعد، فإن هذا اليوم يوم الحج الأكبر". وأوّل على أن الوقوف هو المهم من أفعاله لأن الحج يفوت بفواته.