"وَوَدَّعَ النَّاسَ" في عسـ، قتـ، ذ:"فَوَدَّع النَّاسَ".
===
والثالث: أنه أيام الحج كلها، وقد يعبّر عن الأزمان كلها باليوم، كقولهم: يوم البُعاث، ويوم الجمل، ويوم صفين، ونحو ذلك، وهو قول الثوري.
والرابع: أن الأكبر القران، والأصغر الإفراد، قاله مجاهد.
والخامس: حجُّ أبي بكر الصديق، رواه ابن مردويه في "تفسيره" من رواية الحسن عن سمرة (١) بلفظ: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يوم الحج الأكبر يوم حجَّ أبو بكر الصدّيق بالناس"، وقد استنبطه حميد بن عبد الرحمن من قوله تعالى:{وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}[التوبة: ٣]، انتهى كلامهما ملتقطًا.
(١) قوله: (فودَّعَ الناس) بالواو والفاء؛ لأنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- علم أنه لا يتفق له بعد هذا وقفة أخرى ولا اجتماع آخر مثل ذلك، وسبب ذلك ما رواه البيهقي أنه أنزلت عليه:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}[النصر: ١] في وسط أيام التشريق وعرف أنه الوداع، فأمر براحلته القصواء فَرُحِلَتْ له، فركب عليها واجتمع الناس إليه، فقال:"يا أيها الناس! إن كل دمٍ كان في الجاهلية. . ." الحديث بطوله، كذا في "العيني": (٧/ ٣٦٧) و"قس": (٤/ ٣٠٠ - ٣٠١).