للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَاشْتَكَى (١)، فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابهِ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ الله عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ (٢)، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللهُ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللهَ أَكْرَمَهُ؟ "، فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ -وَاللهِ- الْيَقِينُ، وَإِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ (٣) "، قَالَتْ: فَوَاللهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا، فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ، قَالَتْ: فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ (٤) عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: "ذَلِكِ (٥) عَمَلُهُ (٦) ". [راجع: ١٢٤٣].

"فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ" كذا في ذ، وفي نـ: "وَأَحْزَنَنِي". "فَأُرِيتُ" في هـ، ذ: "فَرَأَيتُ". "ذَلِكِ عَمَلُهُ" في ذ: "ذَاكِ عَمَلُهُ".

===

(١) أي: مرض.

(٢) كنية عثمان.

(٣) قوله: (ما يُفْعل به) أي بعثمان؛ لأنه لا يعلم من ذلك إلا ما يوحى إليه، كذا في "العيني" (٦/ ٢٢)، وقد مرّ الحديث في "كتاب الجنائز" (برقم: ١٢٤٣). قال في "الفتح" (٥/ ٢٩٤): والغرض منه هنا: قولها فيه: "أن عثمان بن مظعون طار له سهمه في السكنى"، ومعنى ذلك أن المهاجرين لما دخلوا المدينة لم يكن لهم مساكن، فاقترع الأنصار في إنزالهم، فصار عثمان بن مظعون لآل أم العلاء فنزل فيهم.

(٤) ابن مظعون.

(٥) بكسر الكاف، "قس" (٦/ ١٦٢).

(٦) قوله: (ذلك عمله) قيل: وإنما عبّر الماء بالعمل وجريانه بجريانه؛

<<  <  ج: ص:  >  >>