بعد الشرط، والتقدير: فإن ظهر غيرهم عليَّ كفاهم المؤونة، وإن أظهر أنا على غيرهم، فإن شاءوا أطاعوني وإلا فلا تنقضي مدة الصلح، "وإلا فقد جَمُّوا" أي: استراحوا من جهة القتال، ولابن عائذ عن الزهري:"فإن ظهر الناس عليَّ فذلك الذي يبتغون"، فالظاهر أن الحذف وقع من بعض الرواة تأدبًا، كذا في "الفتح".
قوله:"فحدّثهم بما قال" زاد ابن إسحاق: فقال لهم بديل: إنكم تعجلون على محمد، إنه لم يأت لقتال، إنما جاء معتمِرًا فاتهموه -أي: اتهموا بديلًا لأنهم كانوا يعرفون ميله إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-- فقالوا: إن كان كما يقول فلا يدخلها علينا عنوة، "فقام عروة بن مسعود" بن معتب الثقفي، قوله:"ألست بالوالد؟ قالوا: بلى، قالط: أَوَلستم بالولد؟ " أي: أنتم عندي في الشفقة والنصح بمنزلة الولد، ولعله كان يخاطب بذلك قومًا هو أسن منهم، هذا على ما وقع في رواية أبي ذر، ولغيره بالعكس:"ألستم بالوالد؟ وألست بالولد؟ " وهو الصواب، وهو الذي في رواية أحمد وابن إسحاق وغيرهما، قوله:"امصص بظر اللات" هي كلمة تقولها العرب عند الذم والمشاتمة، والبظر بفتح الموحدة وسكون المعجمة: قطعة تبقى بعد الختان في فرج المرأة، واللات اسم صنم، قوله:"المغفر" كمنبر، هو الزَّرَدُ ونحوه مما يلبسه الدارع على رأسه، ملقتط من "الفتح"(٥/ ٣٣٣ - ٣٤١) و"الكرماني"(١٢/ ٣٩ - ٤٤) و"الخير الجاري"(٢/ ٢٨٠ - ٢٨٩) وغيرها.
(١) أي: فاجأهم غبار الجيش، وكلمة إذا بالكسر للظرفية، "خ".