قوله: "خطة" بضم المعجمة وتشديد المهملة، أي: خصلة أو أمر عظيم، "يعظِّمون فيها حرمات الله" أي: من ترك القتال في الحرم، قوله: "إلا أعطيتهم إياها" أي أجبتهم إليها. قوله: "فعدل عنهم" أي مال عن طريق أهل مكة، وفي رواية ابن سعد: "فولّى راجعًا". قوله: "حتى نزل بأقصى الحديبية" أي بآخرها من جانب الحرم. قوله: "على ثمد" بفتح المثلثة والميم: حفرة فيها ماء قليل. وقوله: "قليل الماء" تأكيد له. قوله: "فلم يلبثه" من الإلباث أو التلبيث، أي: لم يتركوه يلبث ذلك الماء طويلًا في تلك البئر.
قوله: "وشُكي" على بناء المجهول. قوله: "وكانوا عيبة نصح" العيبة بفتح المهملة وسكون التحتية: ما يوضع فيه الثياب لحفظها، أي: أنهم موضع النصح له والأمانة على سرِّه. و"نصح" بضم النون، وحكى ابن التين فتحَها، كأنه شبَّه الصدر الذي هو مستودع السرِّ بالعيبة التي هو مستودع الثياب.
قوله: "أعداد" بفتح الهمزة جمع عِدٍّ بالكسر والتشديد، وهو الماء الذي لا انقطاع له، قوله: "ومعهم العوذ المطافيل" العوذ بضم المهملة وسكون الواو بعدها معجمة جمع عائذ، وهي الناقة ذات اللبن، والمطافيل الأمهات اللاتي معها أطفالها، يريد أنهم خرجوا معهم بذوات الألبان من الإبل ليتزوَّدوا بألبانها، ولا يرجعوا حتى يمنعوه، أو كنى بذلك عن النساء معهن الأطفال، والمراد أنهم خرجوا معهم بنسائهم وأولادهم لإرادة طول المقام، وليكون أدعى إلى عدم الفرار، ويحتمل إرادة المعنى الأعمِّ، قال ابن فارس: كل أنثى إذا وضعت فهي إلى سبعة أيام عائذ والجمع عُوذ، كذا في "الفتح" (٥/ ٣٣٣ - ٣٤١).
قوله: "نَهِكَتْهم" بفتح أوله وكسر الهاء، أي: أضعَفَتْهم، قوله: "ماددتُهم" أي جعلت بيني وبينهم مدةً يترك الحرب فيها، قوله: "يُخَلّوا بيني وبين الناس" أي: من كفار العرب وغيرهم، "فإن أظهر [فإن شاءوا] " هو شرط