بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ (١) بِالْغُمَيمِ (٢)
===
(٧/ ٦١٦)، وفي "الفتح": وهي بئر سمي المكان بها، وقيل: شجرة حدباء صُغِّرت، وسمي المكان بها، قال المحب الطبري: الحديبية قرية قريبة من مكة أكثرها في الحرم، انتهى كلام "الفتح" (٥/ ٣٣٤).
(١) المخزومي، أسلم بعد الحديبية، وسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيف الله، "خ".
(٢) قوله: (بالغميم) بفتح الغين المعجمة وكسر الميم، وبضم الغين وفتح الميم، قاله القاضي عياض، ولم يذكر البكري إلا الفتح، كذا في "التنقيح" (٢/ ٦٠٥)، وقال في "القاموس" (ص: ١٠٥٤): وضَمُّ غينه وهمٌ، وإنما الغُمَيْم، كَزُبَيْرٍ: واد بديار حنظلة، انتهى. قوله: "طليعة" أي مقدمة الجيش. قوله: "فخذوا ذات اليمين" أي الطريق التي فيها خالد وأصحابه. قوله: "بقترة الجيش" بفتح القاف والفوقية، وروي بسكونها أيضًا: الغبار الأسود، قوله: "يركض نذيرًا لقريش" أي: يضرب برجله دابته استعجالًا حال كونه نذيرًا أي: منذرًا لقريش بمجيء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قوله: "حَلْ حَلْ" بفتح المهملة وسكون اللام: كلمة زجر للناقة. قوله: "فأَلَحَّت" من الإلحاح أي لزمت المكان، "وخَلَأَتْ" بفتح المعجمة واللام، والخلاء في الإبل كَالْحِران في الخيل.
و"القصواء" بفتح القاف وسكون المهملة ممدودًا: اسم ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قوله: "وما ذاك لها بِخُلُق" أي: بعادة، قوله: "ولكن حبسها حابس الفيل" وهو الله تعالى. وقصته أن أبرهة الحبشي جاء على الفيل بعسكره يقصد هدم الكعبة، فلما وصل إلى ذي المجاز امتنع فيله من التوجه نحو مكة ولم يمتنع من غيرها، والتمثيل بحبس الفيل هو أن أصحابه لو دخلوا مكة كان بينهم وبين قريش قتال في الحرم وأريق فيه الدماء، كما لو دخل الفيل.