للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ الزّهْرِي (١) فِي حَدِيثه: فَجَاءَ سُهَيْل بْنُ عَمْرو فَقَالَ: هَاتِ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَينَكُم كِتَابًا، فَدَعَا النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- الكَاتِب (٢)، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: " {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ". فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ وَلَكِنِ اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ (٣)، كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: وَاللَّهِ لَا نَكْتُبُهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "اكْتُبْ: باسْمِكَ اللَّهُمَّ"، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا مَا قَاضَى (٤) عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ"، فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ

"فَقَال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-" زاد في نـ: "اكتب". "فَقَال سُهَيْلٌ" كذا في ذ، وفي نـ: "قَال سُهَيْلٌ". "مَا هُوَ؟ " في سـ، حـ، ذ: "مَا هِي؟ ".

===

كما سيأتي بيانه في "غزوة الفتح" من "المغازي" (ح: ٤٢٧٤). وأما ما وقع في "كامل ابن عديّ" و"مستدرك الحاكم" و"الأوسط" للطبراني من حديث ابن عمر: أن مدة الصلح كانت أربع سنين، فهو مع ضعف إسناده منكر مخالف للصحيح. وقد اختلف العلماء في المدة التي تجوز المهادنة فيها مع المشركين، فقيل لا يجاوز عشر سنين على ما في هذا الحديث وهو قول الشافعي والجمهور، وقيل: تجوز الزيادة، وقيل: لا يجاوز أربع سنين، وقيل: ثلاثًا، وقيل: سنتين، والأول هو الراجح، والله أعلم، "فتح الباري" (٥/ ٣٤٣).

(١) "الزهري" محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب.

(٢) هو علي رضي الله عنه، بَيَّنَه إسحاق [بن راهويه]، "ف" (٥/ ٣٤٣).

(٣) قوله: (باسمك اللهم) كلمة جامعة بين النداء والدعاء كأنه قال: يا الله آمنا بخير، "ك" (١٢/ ٤٦) "خ" (٢/ ٢٨٥).

(٤) أي: فاصل وأمضى أمرهما عليه، "ك" (١٢/ ٤٧)، "خ".

<<  <  ج: ص:  >  >>