للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُنْتُ كَاتِبًا لَهُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى (١) حِينَ خَرَجَ إِلَى الْحَرُورِيَّةِ (٢)، فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتِ الشَّمْسُ. [راجع: ٢٨١٨].

٣٠٢٥ - ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ (٣)، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ (٤) -ثُمَّ قَالَ:- اللَّهُمَّ

"كُنْتُ كَاتِبًا لَهُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى" في نـ: "كُنْتُ كَاتِبًا لَعُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه وَأَتَاهُ كِتَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى".

===

(١) " عبد الله بن أبي أوفى" هو علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي صحابي.

(٢) أي: إلى الخوارج.

(٣) قوله: (لا تمنوا لقاء العدو … ) إلخ، قال ابن بطال (٥/ ١٨٥): حكمة النهي أن المرء لا يعلمِ ما يؤول إليه الأمر، وهو نظير سؤال العافية من الفتن، وقد قال الصديق: "لَأنْ أعافَى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر". وقال غيره: وإنما نهى عن تمني لقاء العدو لما فيه من صورة الإعجاب والاتكال على النفوس والوثوق بالقوة وقلة الاهتمام بالعدو، وكل ذلك يباين الاحتياط والأخذ بالحزم. وقيل: يحمل النهي على ما إذا وقع الشك في المصلحة أو حصول الضرر، وإلا فالقتال فضيلة وطاعة. ويؤيد الأولَ تعقيبُ النهي بقوله: "وسلوا الله العافية وأخرج سعيد بن منصور من طريق يحيى بن أبي كثير: "لا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون عسى أن تبتلوا بهم "، واستدل بهذا الحديث على منع طلب المبارزة، وهو رأي الحسن البصري، "فتح الباري" (٦/ ١٥٦).

(٤) قوله: (تحت ظلال السيوف) هو كناية عن دنو من الضِّرَاب

<<  <  ج: ص:  >  >>