للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَضَبَ (١) دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ، فَقَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَجَعُهُ (٢) يَوْمَ الْخَمِيس، فَقَالَ: "ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُب لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا"، فَتَنَازَعُوا، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: أَهَجَرَ (٣) رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: "دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ (٤) خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ " (٥)، وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ: "أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ

"أَهَجَرَ" في نـ: "هَجَرَ".

===

(١) أي: رطب وبلل، "ك " (١٣/ ٥٠).

(٢) أي: مرضه.

(٣) قوله: (أهجر؟) أي: هجر من الدنيا، وأطلق لفظ الماضي لما رأوا فيه من علامات الهجرة عن دار الفناء، قال النووي: أهجر؟ هو بهمزة الاستفهام الإنكاري؛ أي: أنكروا على من قال: لا تكتبوا؛ أي: لا تجعلوه كأمر من هذى في كلامه، وإن صح بدون الهمزة فهو أنه لما أصابته الحيرة والدهشة لعظم ما شاهده من هذه الحالة الدالة على وفاته وعظم المصيبة، أجرى الهجر مجرى شدة الوجع، وأقول: هو مجاز؟ لأن الهذيان الذي للمريض مستلزم لشدة وجعه فأطلق الملزوم وأريد اللازم، هذا ما ذكره الكرماني (١٣/ ٥٠)، وفي "عمدة القاري" (٢/ ٢٤١): أكثر العلماء على أنه يجوز عليه الخطأ فيما لم ينزل عليه فيه الوحي، وأجمعوا كلهم على أنه لا يُقَزُ عليه، انتهى. ومرّ الحديث مع بيانه (برقم: ١١٤) في "كتاب العلم " [انظر "لامع الدراري " (٧/ ٣٣٦)].

(٤) أي: من المراقبة والتأهب للقاء اللّه، "ك " (١٣/ ٥٠).

(٥) من الكتابة ونحوها، "ك " (١٣/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>