قِبَلَ ابْنِ الصيَّادِ (١) حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ (٢) بَنِي مَغَالَةَ (٣)، وَقَدْ قَارَبَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ، فَلَمْ يَشْعُرْ بِشَيْءٍ حَتَّى ضرَبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- ظَهرَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَتَشهَدُ أَنِّي رَسُول اللَّهِ؟ " فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَال: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُول الأمِّيِّينَ (٤)، قَال ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُول اللَّهِ؟ قَال لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ"، قَال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَاذَا تَرَى؟ " قَال ابْنُ صَيَّادٍ:
"ابْنِ الصَّيَّادِ" كذا في صـ، قتـ، ذ، وفي نـ:"ابْنِ صَيَّادٍ".
"حَتَّى وَجَدَهُ" كذا في ذ، وفي نـ:"حَتَّى وَجَدُوهُ". "بِشَيءٍ" ثبت في هـ، ذ. "وَرُسُلِهِ" في سـ: "وَرَسُولِهِ".
===
(١) هو من بني النجار، وقيل: من اليهود، ويروى "ابن صائد"، "ع"(٦/ ٢٣٤).
(٢) بالضم: البناء المرتفع، "ك"(١٣/ ٥٢).
(٣) لوله: (عند أطم بني مغالة) بضمتين: بناء كالحصن، "تو"(٢/ ١٧٧)، وجمعه آطام، "ع"(١٠/ ٣٨٥)، وبنو مغالة بفتح الميم وخفة المعجمة وباللام: بطن من الأنصار، قوله:"الدُّخ " بضم المهملة وشدة المعجمة: الدخان، فإن قلت: لِمَ امتحنه؟ قلت: لأنه كان يبلغه ما يدعيه من الكلام في الغيب، فأراد إبطال حاله للصحابة بأنه كاهن يأتيه شيطان يلقي إلى الكهان من كلمة واحدة اختطفها عند الاستراق قبل أن يتبعه الشهاب الثاقب، ولهذا أظهر الله لهم بما نطق به صريحًا أنه يأتيني صادق وكاذب، ولو كان محقًا لما أتاه إلا الصادق، كذا في "الكرماني"(١٣/ ٥٢ - ٥٣). وحكى الخطابي أن الآية كانت حينئذ مكتوبة في يد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يهتد ابن صياد منها إلا لهذا القدر الناقص على طريق الكهنة، "ف"(٦/ ١٧٣).