للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ (١)، وَإِنِّي لَا أُرَانِي (٢) إِلَّا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ بِعْ مَالَنَا وَاقْضِ دَيْنِي، وَأَوْصَى بِالثُّلُثِ (٣)، وَثُلُثِهِ (٤) لِبَنِيهِ، يَعْنِي لِبَنِي عَبدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيرِ- يَقُولُ: ثَلِّثِ الثُّلُثَ أَثْلاثًا-

"وَاقْضِ دَيْنِي" كذا في ذ، وفي نـ: "فَاقْضِ دَيْنِي". "يَعْنِي لِبَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ" كذا في ذ، وفي نـ: "يَعْنِي عَبدَ اللَّهِ بنَ الزَّبَيرِ". "أَثْلاثًا" سقط في نـ.

===

(١) قوله: (لا يُقْتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم) قال ابن بطال (٥/ ٢٩٠): معناه ظالم عند خصمه مظلوم عند نقسه؛ [لأن] كلًّا من الفريقين [كان] يتأول أنه على الصواب، قال ابن التين: معناه أنهم إما صحابي متأول فهو مظلوم، وإما غير صحابي قاتل لأجل الدنيا فهو ظالم، قال الكرماني: فإن قلت: جميع الحروب كذلك، فالجواب أنها أول حرب وقعت بين المسلمين. ويحتمل أن يكون "أو" للشك أو للتنويع، "فتح" (٦/ ٢٢٩).

(٢) قوله: (لا أراني) بضم الهمزة من الظن، ويجوز فتحها بمعنى الاعتقاد، وظنّ أنه يُقتل مظلومًا، إما لاعتقاده أنه كان مصيبًا، وإما لأنه كان سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- ما سمع عليّ، وهو قوله لما جاءه قاتل الزبير: "بَشّر قاتلَ ابن صفية بالنار" ورفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح، وقد تحقق كما ظن لأنه قُتِلَ غدرًا، كما روى الحاكم من طرق متعددة أن عليًا ذكر الزبير بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "لتقاتلن عليًا وأنت ظالم له"، فرجع لذلك. وروى يعقوب بن سفيان وخليفة في "تاريخهما": فانطلق الزبير منصرفًا فقتله عمرو بن جرموز بوادي السباع، ملتقط من "فتح الباري" (٦/ ٢٢٩).

(٣) أي: ثلث ماله، "ف" (٦/ ٢٢٩).

(٤) أي: ثلث الثلث، "ف" (٦/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>