" إِنَّ هَا هُنَا رَجُلًا" كذا في سـ، وفي هـ، ذ، ك:"إِنَّ هَذَا رَجُلٌ".
===
الكذب صورة لا حقيقة، فَيأوّل ذلك بأنه كذب بالنسبة إلى فهم السامعين، أما في نفس الأمر فلا؛ إذ معنى قوله:{إِنِّي سَقِيمٌ} أي: مكدّر من كفركم كالسقيم، كذا في "الخير الجاري" [راجع "العيني"(١١/ ٦٣)].
قال في "الفتح"(٦/ ٣٩١): ويحتمل أن يكون أراد {إِنِّي سَقِيمٌ} أي: سأسقم، واسم الفاعل يستعمل بمعنى المستقبل كثيرًا، ويحتمل أنه أراد {إِنِّي سَقِيمٌ} بما قدر عليّ من الموت، أو سقيم الحجّة على الخروج معكم، وما حكي أنه كان تأخذه الحمّى في ذلك الوقت هو بعيد؛ لأنه لو كان كذلك لم يكن كذبًا، لا تصريحًا ولا تعريضًا، انتهى.
قال في "اللمعات" قيل: أوهمهم بأنه استدلّ بأمارة علم النجوم على أنه سيسقم لِيتركوه، كما يدلّ عليه قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: ٨٨، ٨٩]. وقيل: المراد إني سقيم القلب بكفركم، انتهى.
(١) هذا الإضراب عن جملة محذوفة أي: لم أفعله إنما الفاعل حقيقة هو اللّه، "ف".
(٢) قوله: ({بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ}) أسند إليه باعتبار السبب، أي: لأنه هو السبب لذلك، أو هو مشروط بقوله:" {إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} " معناه: إن كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم. وعن الكسائي: أنه كان يقف عند قوله: {بَلْ فَعَلَهُ} والضمير المرفوع لأحد ممن يصلح أن يكون فاعلًا، وإن كان لإبراهيم فليس فيه تصريح مثل ما في "بل فعلته"، ملتقط من"الفتح"(٦/ ٣٩٢) و"اللمعات".