للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ (١)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ (٢)، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ (٣)، قَالَ: ارْجِعْ إلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ (٤) ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بكُلِّ شَعَرَهٍ سَنَةٌ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ (٥): فَالآنَ، قَالَ: فَسَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ

"صَكَّهُ" في قتـ: "فَصَكَّهُ". "أَرْسَلْتَنِي" في نـ: "أَرْسَلْتَ". "بِمَا غَطَّتْ" في سـ، حـ، ذ: "بِمَا غَطَّى".

===

(١) " ابن طاوس" عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني أبو محمد.

(٢) أي: ضربه على عينه، "ف" (٦/ ٤٤١).

(٣) قوله: (لا يريد الموت) زاد الهَمّام: و"قد فقأ عيني فردّ الله عليه عينه". قوله: "فقل له: يضع يده" في رواية [أبي يونس]: "فقل له: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضَعْ يدك". قوله: "على متن" بفتح الميم وسكون الفوقية: هو الظّهر، "ف" (٦/ ٤٤١ - ٤٤٢).

(٤) ظهر.

(٥) قوله: (قال: فالآن) أي: قال موسى -عليه السلام-: فالآن يكون الموت، ولفظ الآن اسم لزمان الحال، فيه دلالة على أن موسى -عليه السلام- لَمّا خَيَّره الله تعالى اختار الموت شوقًا إلى لقاء ربه تعالى، كما خيّر نبيّنا -صلى الله عليه وسلم- فقال: "الرفيقَ الأعلى". قوله: "فسأل الله أن يُدْنيه" أي: فعند ذلك سأل موسى -عليه السلام- أن يقرِّبَه "من الأرض المقدَّسة" وهي بيت المقدس ليُدْفَنَ فيه، دُنُوًّا لو رمى رامٍ الحجرَ من ذلك الموضع الذي هو الآن موضعُ قبرِه لوَصَلَ إلى بيت المقدس، وإنما سأل ذلك لفضل من دُفِنَ في الأرض المقدّسة من الأنبياء والصالحين، فاستحبّ مجاورتهم في الممات كما في الحياة؛ ولأن الناس يقصدون المواضع القاضلة ويزورون قبورها

<<  <  ج: ص:  >  >>