للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَيْئًا كَرِهَهُ، فَقَالَ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ (١) فَقَامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقَالَ: تَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، وَالنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ أَظْهُرِنَا؟ فَذَهَبَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا، فَمَا بَالُ فُلَانٍ لَطَمَ وَجْهِي، فَقَالَ: "لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟ ". فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: "لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ (٢)، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ أَمْ بُعِثَ قَبْلِي" (٣). [راجع: ٢٤١١، أخرجه: م ٢٣٢٣، س في الكبرى ١١٤٦١، تحفة: ١٣٩٣٩].

"مَنْ بُعِثَ" في هـ، ذ: "مَنْ يُبْعَثُ".

===

(١) " رجل من الأنصار" قال عمرو بن دينار كما مرَّ قريبًا: هو أبو بكر الصديق، ولذا ينكر على قوله: رجل من الأنصار إلا أن كان المراد بالأنصار المعنى الأعم، فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه من أنصار النبي -صلى الله عليه وسلم- قطعًا، بل هو رأس من نصره ومقدمهم وسابقهم، قاله في "الفتح" (٦/ ٤٤٥).

(٢) قوله: (لا تفضِّلوا بين أنبياء الله) قال الكرماني: فإن قلت: قد ثبت أن بعض الأنبياء أفضل من بعض، قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: ٢٥٣]. قلت: معناه: لا تُفَضِّلوا بعضًا بحيث يلزم منه نقص المفضول، أو يؤدّي إلى الخصومة والنزاع. أو: لا تفضِّلوا بجميع أنواع الفضائل، وإن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل منهم مطلقًا، "ك" (١٤/ ٦٣).

(٣) مرَّ الحديث قريبًا [برقم: ٣٤٠٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>