للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُصَلِّي، جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ، فَقَالَ (١): أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي (٢). فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ (٣). وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ (٤) (٥)، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ رَاعِيًا، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ لَها: مِمَّن؟ فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ، وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: الرَّاعِي. قَالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: لَا إِلا مِنْ طِينٍ.

"يُصَلِّي" في نـ: "كَانَ يُصَلِّي". "جَاءَتْهُ أُمُّهُ" في هـ، ذ: "فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ". "فَكَسَرُوا" في ذ: "وَكَسَرُوا". "فَتَوَضَّأَ" في ذ: "وَتَوَضَّأَ". "فَقَالَ: الرَّاعِي" في نـ: "قَالَ: الرَّاعِي".

===

(١) أي: في نفسه، "ف" (٦/ ٤٨٢).

(٢) وفي رواية: "أنها جاءته ثلاث مرات تناديه في كل مرة ثلاث مرات"، "ف" (٦/ ٤٨١).

(٣) قوله: (المومسات) جمع مومسة بضم الميم وسكون الواو وكسر الميم بعدها مهملة، وهي الزانية، كذا في "الفتح" (٦/ ٤٨١). قال العيني (٥/ ٦٠٦): في الحديث دلالة على أن الكلام لم يكن ممنوعًا [في الصلاة] في شريعتهم، فلما لم يجب مع أن الكلام مباح استجيب دعوة أمه فيه، وكذلك كان الكلام مباحًا في شريعتنا أيضًا أوّلًا حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨]، فأما الآن فلا يجوز للمصلّي إذا دعته أمه أو غيرها أن يقطع صلاته لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" انتهى. ومرَّ بيانه [برقم: ١٢٠٦] في "كتاب الصلاة"، وأيضًا [برقم: ٢٤٨٢، في "أبواب المظالم".

(٤) كجوهرة، بيت للنصارى، "قاموس" (ص ٦٨١).

(٥) بفتح الصاد والميم: البناء المرتفع المحدد أعلاه، "التوشيح" (٥/ ٢٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>