(٣) قوله: (لم يتكلّمْ في المهد إِلَّا ثلاثة) ظاهره الحصر، مع أنه تكلّم غير هؤلاء الثلاث أيضًا كما سيجيء. قال في "المجمع" (٤/ ٤٤١): يمكن على تقدير الصحّة أن يقال: لعلّ الثلاثة المذكورِين كانوا في المهد دون غيرهم، أو لعله قبل علمه - صلى الله عليه وسلم -، انتهى. قال السيوطي في "التوشيح" (٥/ ٢٢١٨): قال الزركشي: أي: من بني إسرائيل، وإلا فقد تكلّم في المهد جماعة غيرهم، ففي "مسلم" [برقم: ٣٠٠٥] في قصة أصحاب الأُخْدود "أن امرأة جيء بها لتلقى في النار لتكفر، ومعها صبيٌّ رضيع فَتَقَاعَسَتْ، فقال لها: يا أُمَّه اصبري فإنك على الحق]. ولأحمد [١/ ٣٠٩، رقم: ٢٨٢٢، والحاكم [٢/ ٤٩٧] من حديث ابن عباس مرفوعًا: "تكلّم في المهد أربعة" فذكر منها شاهِدَ يوسف، وابن ماشطة فرعون" لما أراد فرعون إلقاءَ أمه في النار فقال لها: "اصبري فإنك على الحق". وأخرج الثعلبي عن الضحاك: أن يحيى تكلم في المهد. وفي "سير الواقدي" أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - تكلّم في أوائل ما ولد، وقد تكلم في زمنه مبارك اليمامة وهو طفل، وقصّته في "الدلائل" للبيهقي، فكملوا عشرة، انتهى.
(٤) قوله: (يقال له جريج) بجيمين وراء مصغَّرًا، كان في أول مرة تاجرًا فكان يزيد مرة وينقص أخرى فقال: ما في هذه التجارة خير، لألتمسُ تجارة هي خير من هذه! فبنى صومعة وترهّب فيها، كذا في رواية أحمد، "توشيح" (٥/ ٢٢١٨).