للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحَادِيثَ لَيسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا تُؤْثَرُ (١) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ (٢) الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقُولُ: "إِنَّ هَذَا الأَمْرَ (٣) فِي قُرَيْشٍ، لَا يُعَادِيهِمْ (٤) أَحَدٌ

===

بإقامة الدين، فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين، وقد وُجِد ذلك؛ فإن الخلافة لم تزل في قريش، والناس في طاعتهم إلى أن استخفّوا بأمر الدين فضعف أمرهم وتلاشى إلى أن لم يبق لهم من الخلافة سوى اسمها المجرّد في بعض الأقطار دون أكثرها، وسيأتي مصداق قول عبد الله بن عمرو بعد قليل من حديث أبي هريرة، انتهى. قال في "الخير الجاري": لعل وجه غضب معاوية أنه فهم مما رواه عبد اللّه أنه أريد به خروج القحطاني قريبًا قبل زمان عيسى عليه السلام، وسيأتي أنه يخرج بعده. [انظر "ف" (١٣/ ٧٩) و"اللامع" (٨/ ١٢٢)].

(١) أي: لا تروى، "ك" (١٤/ ١١٥)، "خ".

(٢) قوله: (والأمانىَّ) جمع أمنية، وهي المتمنيات، وما حكاه العيني من [أن] الأماني بمعنى التلاوة قال: وكأنّ المعنى: إياكم وقراءة ما في الصحف التي تؤثر عن أهل الكتاب، وكان عبد اللّه بن عمرو قد قرأ التوراة ويحكي عن أهلها، وإلا فلو حدّث عن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- لم ينكر عليه معاوية، وسكوت عبد اللّه مشعر بأنه لم يكن عنده في ذلك حديث مرفوع، "قس" (٨/ ١١).

(٣) أي: الخلافة.

(٤) لا يخالفهم، "مرقاة" (١٠/ ٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>