"أرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ" في نـ: "أَأرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ". "فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ" في نـ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ". "فَانْطَلَقُوا" في نـ: "فَانْطَلَقَ".
===
(١) قوله: (أرسلك) بحذف حرف الاستفهام، أو قال بهمزة ممدودة للاستفهام. وقوله:"قوموا" ظاهره أنه -صلى الله عليه وسلم- فهم أن أبا طلحة استدعاه إلى منزله، وإلا فقد عُلم أن أبا طلحة وأم سليم أرسلا الخبز مع أنس إليه -صلى الله عليه وسلم- فلأيّ شيء قال:"انطلقوا"؟ ويمكن أن يقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علم بإرسال الخبز ولكنه قام وانطلق إلى بيت أبي طلحة من غير أن دعاه إظهارًا للمعجزة واليركة لأصحابه. وقال الشيخ -أي: ابن حجر العسقلاني (٦/ ٥٨٩) -: يجمع بأنهما أرادا بإرسال الخبز مع أنس أن يأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- فيأكله، فلما وصل أنس ورأى كثرة الناس استحيى فظهر له أن يدعوه -صلى الله عليه وسلم- ليقوم معه وحده إلى المنزل ليحصل مقصودهم من إطعامه. أقول: هذا لا يخلو عن بُعْد لأن أنسًا كان صغيرًا تابعًا لهما فيبعد أن يدعوه من غير إذن منهما. ثم قال: ويحتمل أن يكون ذلك على رأي أبي طلحة، أرسله وعهد إليه إذا رأى كثرة الناس أن يستدعي النبي -صلى الله عليه وسلم- خشية أن لا يكفيهم ذلك [لشيء] النبيَّ ومن معه، وقد عرفوا إيثاره -صلى الله عليه وسلم- وأنه لا يأكل وحده، قال: وقد وجدت أكثر الروايات تقتضي أن أبا طلحة استدعى النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الواقعة، والله أعلم، "لمعات".
(٢) قوله: (فقالت: الله ورسوله أعلم) كأنها عرفت أنه فعل ذلك عمدًا