للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقُلْتُ: فَهَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَم، قُلْتُ: فَهَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لَبَنًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرتُهُ فَاعْتَقَلَ (١) شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرعَهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيهِ، فَقَالَ: هَكَذَا (٢)، ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيهِ بِالأُخْرَى، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً (٣) مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِدَاوَةً (٤) عَلَى فَمِهَا خِرقَةٌ، فَصَبَبتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ (٥) يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "بَلَى". فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَم يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُم غَيرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُم عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَال: " {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ". [راجع: ٢٤٣٩].

"فَهَلْ فِي غَنَمِكَ" في نـ: "هَلْ فِي غَنَمِكَ". "حَالِبٌ لَبَنًا" في هـ، ذ: "حَالِبٌ لَنا". "قَال: بَلَى" سقط لفظ "بَلَى" في نـ. "يَطْلُبُوننَا" في نـ: "يَطْلُبُونَّا". "إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" زاد في هـ، ذ: " {تُرِيحُونَ} بالعشي {تَسْرَحُونَ} بالغداة" أي قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} بالعشي … إلخ.

===

(١) أي: وضع رجلها بين ساقه وفخذه ليمنعها من الحركة.

(٢) أشار البراء.

(٣) بضم الكاف: ملء القدح، وقيل: قدر حلبة، "ك" (١٤/ ٢٠٢).

(٤) إناء من جلد.

(٥) قوله: (آن الرحيل) أي: دخل وقته، وتقدم في "علامات النبوة": "فقال -صلى الله عليه وسلم-: ألم يأن للرحيل؟ قلت: بلى" فيجمع بينهما بأن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ فسأل، فقال له أبو بكر: بلى، ثم أعاد عليه بقوله: "قد آن الرحيل"، "ف" (٧/ ١٠)، ومرَّ الحديث مع بيانه [برقم: ٣٦١٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>