للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بُرنُسًا (١)، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُم لَا يَدْرُونَ غَيْرَ أَنَّهُم قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُم يَقُولُونَ: سُبحَانَ اللَّهِ سُبحَانَ اللَّهِ، فَصَلَّى بِهِم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ صَلَاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصرَفُوا، قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ (٢)؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا (٣)، الْحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي لَم يَجْعَلْ مِيتَتِي (٤)

"لَم يَجعَلْ مِيتَتِي" في هـ، ذ: "لَم يَجْعَلْ مَنِيَّتِي"، المنية بفتح الميم وكسر النون وتشديد تحتية: الموت، كذا في "القاموس" (ص: ١٢٠٢).

===

(١) قوله: (برنسًا) بضم الموحدة والنون: قلنسوة طويلة، وقيل: كساء يجعله الرجل في رأسه، رمى رجل من أهل العراق برنسه عليه وبرك على رأسه فلما علم أنه لا يستطيع أن يتحرّك قتل نفسه، "ك" (١٤/ ٢٣٦).

(٢) قوله: (الصنع) بفتح الصاد والنون: الصانع، ويحتمل أن يكون مقصور الصانع، وكان نجّارًا، وقيل: نحاتًا للأحجار، "ك" (١٤/ ٢٣٦).

(٣) قوله: (لقد أمرتُ به معروفًا) قال الكرماني (١٤/ ٢٣٦ - ٢٣٧): أما أمره بالمعروف فقصته أن عمر -رضي الله عنه- كان يمرَّ بالسوق فلقيه أبو لؤلؤة فقال: ألا تكلّم مولاي يضع عني من خراجي، قال: كم خراجك؟ قال: دينار، قال: ما أرى أن أفعل إنك لعامل محسن، وما هذا بكثير، ثم قال له عمر: ألا تعمل لي رحى؟ قال: بلى، فلما ولّى عمر قال: أبو لؤلؤة: لأعملنّ لك رحى يتحدّث الناس ما بين المشرق والمغرب، وكان مجوسيًّا، وقيل: نصرانيًّا، انتهى. وفي "القسطلاني" (٨/ ٢٢١): فأقبل عمر على من معه فقال: توعدني العبد.

(٤) بكسر الميم وسكون التحتية ثم فوقيتين أي: قتلتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>