للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلَامَ، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ (١) تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بالْمَدِينَةِ، وَكَانَ -الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُم رَقِيقًا، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ، أَيْ إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا (٢)، فَقَالَ: كَذَبْتَ (٣) (٤)، بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمِ، وَصَلَّوْا قِبلَتَكُم، وَحَجُّوا حَجَّكُم، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأنَّ النَّاسَ لَم تُصِبْهُم مُصِيبَة قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِل يَقُولُ: لَا بَأْسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَخَافُ عَلَيهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ (٥)

"وَكَانَ الْعَبَّاسُ" لفظ "الْعَباسُ" ثبت في ذ. "مِنْ جَوْفِهِ" في هـ: "مِنْ جُرْحِهِ".

===

(١) أي: العباس.

(٢) إنما قال ذلك لعلمه أن عمر لم يقتلهم، "ف" (٧/ ٦٤).

(٣) أي: لا تقدر على ذلك بعد الإسلام منهم، "خ".

(٤) قوله: (كذبت) هو على ما ألف من شدة عمر في الدين؛ لأنه فهم من ابن عباس من قوله: "إن شئت فعلنا" أي: قتلناهم، فأجابه بذلك، وأهل الحجاز يقولون: كذبت في موضع أخطأت، وإنما قال له بعد أن صلّوا لعلمه أن المسلم لا يحل قتله، ولعل ابن عباس إنما أراد قتل من لم يسلم [منهم]، "فتح" (٧/ ٦٤).

(٥) قوله: (ثم أتي بلبن) وذلك لأنه لما خرج النبيذ قال الناس: هذا دم، هذا صديد، وكان قد ضرب طعنًا مفسدًا أقطعهن كان تحت سرته (١) وهي قتلته. فإن قلت: فيه حلّ النبيذ؟ قلت: كانوا ينبذون التمرات في الماء وينقعونها فيه لتزول ملوحة الماء فيشربونه ولم يكن فيه اشتداد ولا قذف زبد ولا إسكار، "ك" (١٤/ ٢٣٧).


(١) كذا في الأصل، وفي "ك": "وكان ضربه طعنات أقطعهن ما كان تحت سرته … " إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>