للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ، فَبَاتَا طَاوَييْنِ (١)، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "ضَحِكَ اللهُ (٢) (٣) اللَّيْلَةَ - أَوْ عَجِبَ - مِنْ فَعَالِكُمَا". فَأَنْزَلَ اللهُ (٤): {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (٥) وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: ٩]. [طرفه: ٤٨٨٩، أخرجه: م ٢٠٥٤، ت ٣٣٠٤، س في الكبرى ١١٥٨٢، تحفة: ١٣٤١٩].

"كَأَنَّهَا تُصْلِحُ " في نـ: "كَأَنَّمَا تُصْلِحُ". "أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ" كذا في هـ، وفي نـ: " كأَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ ". " فَأَنْزَلَ اللهُ " زاد في نـ: " تَعَالَى ".

===

(١) أي: جائعين بغير عشاء، "ك" (١٥/ ٤٣)، "ف" (٧/ ١٢٠).

(٢) كناية عن الرضاء.

(٣) قوله: (ضحك الله، أو عجب) كنايتان عن الرضا. قوله: " فعالكما "، قال في " البارع ": الفعال - بالفتح -: اسم الفعل الحسن كالجود والكرم، وفي " التهذيب ": الفعال - بالفتح -: فعل الواحد في الخير خاصة، يقال: هو كريم الفَعال - بالفتح -، وقد يقال في الشر، والفِعال - بالكسر - إذا كان الفعل في الاثنين، يعني أنه مصدر فاعَلَ كقاتل قتالًا، " توشيح " (٦/ ٢٣٩٢).

(٤) قوله: (فأنزل الله: {وَيُؤْثِرُونَ}) الآية، وفي " تفسير ابن مردويه " عن ابن عمر: أهدي لرجل رأس شاة، فقال: إن أخي وعياله أحوج منا إلى هذه، فبعث إليه فلم يزل يبعث بها واحد إلى آخر حتى رجعت إلى الأول بعد سبعة فنزلت، وجمع بأنها نزلت بسبب ذلك كلّه، "توشيح" (٦/ ٢٣٩٣).

(٥) هو الفقر والحاجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>