(٢) قوله: (فحمته) بالحاء المهملة، أي حفظته وعصمته ودفعتهم، ولهذا سمي عاصم بحميِّ الدبر، وقيل: إن الأرض ابتلعته، وقيل: إن السيل احتمله (١)، قالوا: كان عاصم عاهد الله أن لا يمسّه مشرك، ولا يلمس مشركًا أبدًا تجنبًا منه، فمنعه الله أيضًا بعد وفاته من ذلك. وهذا هو المسمى بيوم الرجيع، بفتح الراء وكسر الجيم وبالمهملة، "ك"(١٥/ ١٧٧)، "خ".
(٣) قوله: (وقال كعب بن مالك: ذكروا مرارة … ) إلخ، أي فيمن تخلّف عن تبوك وهما قد شهدا بدرًا، قال القسطلاني: هذا يرد على الدمياطي وغيره حيث قالوا: لم يذكر أحد مرارة وهلالًا في البدريين. وما في "الصحيح" أصح، والمثبِتُ مقدَّم على النافي، كذا في "الخير الجاري". وفي "الفتح"(٧/ ٣١١): كأن المصنف عرف أن بعض الناس ينكر أن يكون مرارة وهلال شهدا بدرًا، وينسب الوهمَ في ذلك إلى الزهري، فردّ ذلك بنسبة ذلك إلى كعب بن مالك، وهو الظاهر من السياق، فإن الحديث عنه قد أُخِذَ وهو أعرف بمن شهد بدرًا ممن لم يشهدها ممن جاء بعده، انتهى.