للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قتْلًا {بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا (١) وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ (٢) ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ (٣) لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ (٤) وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ١٥٢]. {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: ١٦٩] الآيَةَ.

"{وَلَا تَحْسَبَنَّ} " زاد قبله في نـ: "وَقَوله".

===

لما أقبلوا جعل الرماة يرشقونهم، والباقون يضربونهم بالسيف حتى انهزموا، والمسلمون على آثارهم. قوله: " {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} " أي: تقتلونهم، من حَسَّه: إذا أبطل حسه. " {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} " أي جبنتم وضعف رأيكم أو ملتم إلى الغنيمة، فإن الحرص من ضعف العقل. " {وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ} " يعني اختلاف الرماة حين انهزم المشركون فقال بعضهم: فما موقفنا ههنا؟ وقال آخرون: لا نخالف أمر الرسول، فثبت مكانَه أميرُهم في نفر دون العشرة، ونفر الباقون للنهب، وهو المعني بقوله: " {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} " من الظفر والغنيمة وانهزام العدو، وجواب "إذا" محذوف، وهو: امتحنكم، "بيض" (١/ ١٨٤).

(١) وهم التاركون المركز للغنيمة، "بيض" (١/ ١٨٤).

(٢) وهم الثابتون محافظة على أمر الرسول، "بيض" (١/ ١٨٤).

(٣) قوله: ({ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ}) ثم كفّكم عنهم حتى تغيرت الحال فغلبوكم؛ " {لِيَبْتَلِيَكُمْ} " على المصائب، ويمتحنَ ثباتَكم على الإيمان عندها، "بيض" (١/ ١٨٤).

(٤) تفضلًا، ولما علم من ندمكم على المخالفة، "بيضاوي" (١/ ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>