لما أقبلوا جعل الرماة يرشقونهم، والباقون يضربونهم بالسيف حتى انهزموا، والمسلمون على آثارهم. قوله:" {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} " أي: تقتلونهم، من حَسَّه: إذا أبطل حسه. " {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} " أي جبنتم وضعف رأيكم أو ملتم إلى الغنيمة، فإن الحرص من ضعف العقل. " {وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ} " يعني اختلاف الرماة حين انهزم المشركون فقال بعضهم: فما موقفنا ههنا؟ وقال آخرون: لا نخالف أمر الرسول، فثبت مكانَه أميرُهم في نفر دون العشرة، ونفر الباقون للنهب، وهو المعني بقوله:" {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} " من الظفر والغنيمة وانهزام العدو، وجواب "إذا" محذوف، وهو: امتحنكم، "بيض"(١/ ١٨٤).
(١) وهم التاركون المركز للغنيمة، "بيض"(١/ ١٨٤).
(٢) وهم الثابتون محافظة على أمر الرسول، "بيض"(١/ ١٨٤).
(٣) قوله: ({ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ}) ثم كفّكم عنهم حتى تغيرت الحال فغلبوكم؛ " {لِيَبْتَلِيَكُمْ} " على المصائب، ويمتحنَ ثباتَكم على الإيمان عندها، "بيض"(١/ ١٨٤).
(٤) تفضلًا، ولما علم من ندمكم على المخالفة، "بيضاوي"(١/ ١٨٤).