قُرَيْشًا، خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ (١) بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ (٢) يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عَنْ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ (٣)، فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ؟ لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ. فَقَال بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ. فَرَآهُمْ نَاسٌ (٤) مِنْ حَرَسِ (٥) رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ، فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ، فَلَمَّا سَارَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: "احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْم الْخَيْلِ (٦) حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ". فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَعَلَتِ الْقَبَائِلُ
"فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ" في نـ: "قَالَ أَبُو سُفْيَانَ". "حَطْمِ الْخَيْلِ" في سفـ، سـ، قا، ذ، صـ: "خَطْمِ الْجَبَلِ".
===
(١) اسمه صخر.
(٢) الخزاعي.
(٣) قوله: (مرّ الظهران) بفتح الميم وشدة الراء، وفتح المعجمة وإسكان الهاء وبالراء والنون: موضع بقرب مكة. قوله: "ما هذه" استفهام. قوله: "لكأنها" جواب قسم محذوف، أي: والله لكأنها "نيران" ليلة يوم "عرفة". وكان عادتهم أنهم يُشعلون نيرانًا كثيرة فيها. و"بنو عمرو" بالواو: قبيلة. و"الحرس" جمع الحارس، "كرماني" (١٦/ ١٣١).
(٤) وقد سمي منهم عمر بن الخطاب، "قس" (٩/ ٣١٦).
(٥) محركة جمع حارس.
(٦) قوله: (حطم الخيل) بالحاء والطاء الساكنة المهملتين. والخيل بالخاء المعجمة بعدها تحتية: أي ازدحامها، وللأصيلي وأبي ذر عن المستملي: "خطم" بالخاء المعجمة "الجبل" بالجيم والموحدة، أي أنف
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute