للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ (١)، أَيَّمَ (٢) هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، قَالَ: لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، قَالَ: إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ. قَالَ: مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا (٣). قَالَ: فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي (٤) مِنَ النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللهُ لِي، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي (٥) كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي. [راجع: ٢٢٦١، أخرجه: د ٤٣٥٦، تحفة: ٩١١٣، ٩٠٩٦].

"فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي" في حـ، سـ، ذ: "فَاحْتَسَبْتُ نَوْمَتِي كَمَا احْتَسَبْتُ قَوْمَتِي".

===

(١) اسم أبي موسى.

(٢) قوله: (أيم) بفتح الياء والميم بغير إشباع، [أي:] أيُّ شيء هذا، وأصله: أيُّ مَا، و"أيّ" استفهامية، و"ما" بمعنى شيء، فحذفت الألف تخفيفًا، ولأبي ذر: أيُّم بضم الياء، "قس" (٩/ ٣٧٤).

(٣) قوله: (أتفوقه تفوقًا) بالفاء ثم القاف، أي أقرأه شيئًا بعد شيء، يعني لا أقرأه مرة واحدة، مأخوذ من: فواق الناقة: وهو أن تُحْلَبَ ساعة بعد ساعة، "قس" (٩/ ٣٧٤)، "ك" (١٦/ ١٦٩).

(٤) قوله: (جزئي) بضم الجيم وسكون الزاي بعدها همزة مكسورة فياء، أي أنه جَزَّأَ الليلَ أجزاءً، جزءً للنوم، وجزءًا للقراءة والقيام، "قس" (٩/ ٣٧٥).

(٥) قوله: (فأحتسب نومتي) أي أطلب الثواب في الراحة كما أطلبه في التعب؛ لأن الراحة إذا قُصِدَ بها الإعانة على العبادة حصلت الثواب، قاله القسطلاني (٩/ ٣٧٥). اعلم أن القسطلاني وابن حجر (٨/ ٦٢) قالا: إن

<<  <  ج: ص:  >  >>