فِي جَرٍّ (١)، إِنْ أَكْثَرْتُ مِنْهُ (٢) - فَجَالَسْتُ الْقَوْمَ، فَأَطَلْتُ الْجُلُوسَ - خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ (٣)، فَقَالَ (٤): قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ (٥) عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:"مَرحَبًا بِالْقَوْمِ (٦) غَيْرَ خَزَايَا
===
بعضها "ينتبذ" بضم التحتية وفتح الموحدة مبنيًّا للمفعول، كذا في "القسطلاني" (٩/ ٤٠٠) وغيره.
(١) قوله: (في جر) بفتح الجيم وتشديد الراء جمع جرة، كجرار، تقديره: إن لي جرة كائنة في جملة جرار، "قس" (٩/ ٤٠٠)، "ك" (١٦/ ١٨٨)، "ف" (٨/ ٨٦).
(٢) شربًا، "قس" (٩/ ٤٠٠).
(٣) قوله: (خشيتُ أن أفتضح) مقصوده أنه إذا شرب الكثير منه يخاف أن يظهر منه ما يظهر من السكارى وافتضح به. وحاصل جواب ابن عباس على ما هو المتبادر منه أنه نهى عن ذلك، وأنه أشار إلى أن المنبوذ إذا بلغ حد السكر فهو منهي عنه؛ فإن النهي عن اتخاذ الأواني المذكورة إنما هو لأجل النهي عما شربوا من الخمور التي كانت فيها، "الخير الجاري" (٢/ ٣٦٥).
(٤) أي: ابن عباس.
(٥) قوله: (قدم وفد عبد القيس) أي القدمة الثانية، وكانوا ثلاثة عشر راكبًا، كبيرهم الأشج، وأما ما جاء من أنهم كانوا أربعين فيحتمل أن يكون الثلاثة عشر رؤوسهم، ولذا كانوا ركبانًا والباقون أتباعًا، "قس" (٩/ ٤٠٠، ٤٠١).
(٦) قوله: (مرحبًا بالقوم) مأخوذ من: رَحُبَ رُحْبًا - بالضم - إذا وسع، وهو من المفاعيل المنصوبة بعامل مضمر لازم إضماره، والمعنى: أصبتم (١) رحبًا وسعة. قوله: "غير" حال من "القوم"، والعامل فيه الفعل