للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا سُرَّ (١) اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ (٢)، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ (٣) مِنْ مَالِي صَدَقَةً (٤) إلَى اللَّهِ (٥) وَإلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمْسِكْ (٦) عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: فَإنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ إنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ (٧) اللَّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ

"نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ" في نـ: "نَعْرِفُ ذَلِكَ فِيهِ". "وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ" في ذ: "وَإِلَى رَسُولِهِ".

===

(١) بضم السين مبنيًّا للمفعول.

(٢) قوله: (قطعة قمر) قيل: شبّهه بقطعة منه لا بكله، مع أن المعهود في التشبيه الثاني؛ لأن القصد الإشارة إلى موضع الاستنارة وهو الجبين، وفيه يظهر السرور، فناسب أن يشبه ببعض القمر، كذا في "التوشيح" (٦/ ٢٧٢٥). قيل: قال: "قطعة" احترازًا من السواد الذي في القمر، كذا في "القسطلاني" (٩/ ٤٥٨).

(٣) أي: أخرج، "قس" (٩/ ٤٥٨).

(٤) حال أو مفعول على تضمين الخلع معنى التصدق، "تو" (٦/ ٢٧٢٦).

(٥) أي: صدقة خالصة لله ولرسوله، فإلى بمعنى اللام، "قس" (٩/ ٤٥٨).

(٦) أي: قاله خوفًا عليه من تضرره بالفقر وعدم صبره، "قس" (٩/ ٤٥٨).

(٧) بالموحدة الساكنة، أي: أنعم عليه، "قس" (٩/ ٤٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>