ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى يَومِي هَذَا أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلانِي (١)، وَمَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا، وَإنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ (٢) وَالْمُهَاجِرِينَ} إلَى قَوْلِهِ: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[التوبة: ١١٧ - ١١٩]، فَوَاللهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلإسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ (٣)،. . . . . . . . . .
"إلَى يَومِي هَذَا" سقط في نـ. "وَمَا تَعَمَّدْتُ" في نـ: "مَا تَعَمَّدْتُ" بإسقاط الواو. "عَلَى رَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "عَلَى رَسُولِهِ". " {وَالْمُهَاجِرِينَ} " زاد بعده في نـ: " {وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} ". "بَعْدَ أَنْ هَدَانِي" في هـ، ذ:"بَعْدَ إِذْ هَدَانِي". "مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ" في نـ: "مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -".
===
(١) قوله: (أحسن مما أبلاني) أي: مما أنعم، وفيه نفي الأفضلية لا نفي المساواة؛ لأنه شاركه في ذلك هلال ومُرارة، "قس"(٩/ ٤٥٩).
(٢) قوله: ({لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ}) أي: تجاوز عنه إذنَه للمنافقين في التخلف كقوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}[التوبة: ٤٣]. قوله:" {وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} " فيه حثٌّ للمؤمنين على التوبة، وأنه ما من مؤمن إلا وهو محتاج إلى التوبة والاستغفار حتى النبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين والأنصار، "قس"(٩/ ٤٥٩).
(٣) قوله: (أن لا أكون كذَبتُه) قال القاضي: كذا في الصحيحين، والمعنى: أن أكون كذبته، و"لا" زائدة كقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ}[الأعراف: ١٢]، كذا في "التنقيح"(٢/ ٨٩٠). قال الكرماني (١٦/ ٢٢٨): هو بدل "من صدقي"، أي: ما أنعم أعظم من عدم كذبي ثم عدم هلاكي، انتهى.