وَمَعَ عَبدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ (١) بِهِ، فَأَبَدَّهُ (٢)(٣) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَصَرَهُ، فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَضِمْتُهُ (٤)(٥) وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فاسْتَنَّ بِهِ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَنَّ (٦) اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَمَا عَدَا (٧) أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَفَعَ يَدَهُ أَوْ (٨) إصْبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ:"فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى" ثَلَاثًا ثُمَّ قَضَى (٩)، وَكَانَتْ تَقُولُ:
"فَأَبَدَّهُ" في هـ، ذ:"فَأَمَدَّهُ" - بالميم بدل الموحدة، وهما بمعنى، أي: مدّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بصره إليه، "قس"(٩/ ٤٧٣) -. "فَقَضِمْتُهُ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ:"فَقَصَمْتُهُ". "نَفَضْتُهُ" في نـ: "نَقَضْتُهُ". "فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ" في نـ: "فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ". "اسْتَنَّ" في نـ: "يَسْتَنُّ".
(٣) من الإبداد، أي: أعطاه بدده، أي: نصيبه من النظر، "ك"(١٦/ ٢٣٨).
(٤) أي: مضغته، "قس"(٩/ ٤٧٤)، "تو"(٦/ ٢٧٣٣).
(٥) قوله: "فقضمتُه" بكسر الضاد المعجمة، من القضم، وهو الأكل بأطراف الأسنان، وفي بعضها بالمهملة أي المفتوحة، يقال: قَصَمته: إذا كسرته، والقصامة من السواك ما يكسر منه. "ونَفَضْتُه" بالقاف والفاء أيضًا. قوله:"طَيَّبْتُه"، أي: لَيَّنْته، "ك"(١٦/ ٢٣٨)، "قس"(٩/ ٤٧٤).