للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَنْصَارِ، كَانُوا (١) يُهِلُّونَ (٢) لِمَنَاةَ (٣)، وَكَانَتْ مَنَاةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطَّوَّفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ (٤)، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ (٥) فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ

===

(١) زاد في "الحج" (برقم: ١٦٤٣): "قبل أن يسلموا"، "قس" (١٠/ ٣٩).

(٢) أي: يحجون لها، "ع" (٧/ ٢٢٩).

(٣) قوله: (يهلون لِمناةَ) بفتح الميم والنون المخففة مجرور بالفتحة للعلمية والتأنيث، وسميت بذلك لأن النسائك كانت تمنى بها أي: تراق عندها. قوله: "حذو قُدَيد" بفتح الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة آخره واو، أي: مقابل. "قديد" بضم القاف وفتح الدال: موضع من منازل طريق مكة إلى المدينة. قوله: "وكانوا يتحرجون" أي: يحترزون من الإثم. "أن يطوفوا بين الصفا والمروة" كراهية لصنمي غيرهم: أحدهما أساف [الذي] كان على الصفا، وثانيهما نائلة [الذي] كان بالمروة، "قس" (١٠/ ٣٩).

قال القاضي في "المظهري" (١/ ١٥٥ - ١٥٦): وسبب نزول هذه الآية أنه كان على الصفا والمروة صنمان: أساف ونائلة، وكان أكثر أهل الجاهلية يطوفون بينهما تعظيمًا للصنمين ويتمسحون بهما، فلما جاء الاسلام وكُسِرَت الأصنامُ كان المسلمون يتحرجون عن السعي بين الصفا والمروة لأجل الصنمين، وكانت الأنصار قبل الإسلام يعبدون المناة ويهلُّون لها، وكان من أَهَلَّ لها يتحرج أن يطوف بين الصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك وقالوا: كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة، فنزلت الآية في الفريقين، انتهى.

(٤) أي: الطواف بينهما، "قس" (١٠/ ٣٩).

(٥) أي: من أعلام مناسكه، جمع شعيرة وهي العلامة، "بيضاوي" (١/ ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>