للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٢٥ - فَلَقِيتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَعَاذَ اللهِ، وَاللهِ مَا وَعَدَ اللهُ رَسُولَهُ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ كَائِنٌ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ (١)، وَلَكِنْ لَمْ تَزَلِ الْبَلَايَا بالرُّسُلِ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَكُونَ مَنْ مَعَهُمْ (٢) يُكَذِّبُونَهُمْ، فَكَانَتْ تَقْرَؤُهَا (فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا) مُثَقَّلَةً (٣). [راجع: ٣٣٨٩، أخرجه: س في الكبرى ١١٢٥٥، تحفة: ١٦٣٥٣].

"فَقَالَ" في نـ: "قَالَ". ["لَمْ تَزَلِ الْبَلَايَا" في نـ: "لَمْ يَزَلِ الْبَلَاءُ"]. "فَظَنُّوا" في نـ: " {وَظَنُّوا} ".

===

(١) ظرف للعلم لا للكون، "قس" (١٠/ ٦٧).

(٢) من المؤمنين، "قس" (١٠/ ٦٧).

(٣) قوله: ({فظنوا أنهم قد كذِّبوا} مثقلة) أي: بالتشديد قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، وبالتخفيف قراءة عاصم وحمزة والكسائي. فإن قلت: لِمَ أنكرت عائشة على ابن عباس، وقراءة التخفيف يحتمل هذا المعنى أيضًا بأن يقال: خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم؟ قلت: الإنكار من جهة أن مراده أن الرسل ظنوا أنهم مكذَّبون من عند الله لا من عندهم بقرينة الاستشهاد بآية البقرة. فإن قلت: لو كان كما قالت عائشة لقيل: وتيقنوا أنهم قد كذبوا؛ لأن تكذيب القوم لهم كان متيقنًا؟ قلت: تكذيب أتباعهم من المؤمنين، كان مظنونًا والمتيقن هو تكذيب الذين لم يؤمنوا أصلًا. فإن قلت: ما وجه ما ذهب إليه ابن عباس؟ قلت: لا شك أن مذهبه أنه لم يجز على الرسل أن يكذبوا بالوحي الذي يأتيهم من قبل الله، لكن يحتمل أن يقال: أنهم عند تطاول البلاء دمابطاء تنجيز الوعد توهموا أن الذي جاءهم كان غلطًا منهم، فالكذب متأوَّل بالغلط، أو أراد بالظن ما يهجس في القلب من شبهِ الوسوسة وحديثِ النفس على ما عليه البشرية، وأما الظن الذي هو ترجح أحد الجانبين على الآخر فيه فهو غير جائز على آحاد الأمة

<<  <  ج: ص:  >  >>