للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: ٩٥]، وَخَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ (١) (٢) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ (٣)، فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا (٤): {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ (٥) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. [راجع: ٢٨٣١، تحفة: ١٨١٨].

===

(١) اسمه عبد الله أو عمرو واسم أبيه زائدة، "قس" (٦/ ٣٦٣).

(٢) قوله: (وخلفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنُ أم مكتوم) هو عمرو بن قيس القرشي، واسم الأم عاتكة بالمهملة والفوقانية، المخزومية.

فإن قلت: الحديث الأول مشعر بأنه جاء حالة الإملال، والثاني بأنه جاء بعد الكتابة، والثالث بأنه كان جالسًا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: لا منافاة؛ إذ معنى "كتبها": كتب بعضَ الآية، وهي نحو {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} مثلًا، وأما "جاء" فهو حقيقة، والمراد: جاء وجلس خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو بالعكس أي: جلس خلفه - صلى الله عليه وسلم - ثم جاءه مواجهة فخاطبه، وإما مجاز عن: تَكلَّم ودخل في البحث، كذا في "ك" (١٧/ ٨٧).

(٣) أي: لا أستطيع الجهاد.

(٤) أي: في مكان الكتابة في الحال قبل أن يجف القلم، "قس" (١٠/ ١٨٣).

(٥) قوله: ({لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ. . .} إلخ) لم يقتصر الراوي هنا على ذكر الكلمة الزائدة، وهي {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} كما في السابقة، فيحتمل أن يكون الوحي نزل بإعادة الآية بالزيادة بعد أن نزل بدونها، فحكى الراوي صورة الحال، أو نزل قوله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} فقط وأعاد الراوي الآية من أولها حتى يتصل المستثنى بالمستثنى منه، "قس" (١٠/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>