يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا "مَسْفُوحًا"} أي: "مهراقًا" يعني مصبوبًا كالدم في العروق لا كالكبد والطحال. قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ "وَصَدَفَ" عَنْهَا} أي: "أعرض" عن آيات الله. قوله:"أبلسوا" يريد قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}[الأنعام: ٤٤] أي: "أُوِيسوا" بضم الهمزة مبنيًا للمفعول، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي "أيسوا" بفتح الهمزة وإسقاط الواو مبنيًا للفاعل من أيس: إذا انقطع رجاؤه. قوله:" {أُبْسِلُوا} " يريد قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ "أُبْسِلُوا" بِمَا كَسَبُوا} أي: "أُسلموا" يعني أسلموا إلى الهلاك بسبب أعمالهم القبيحة وعقائدهم الزائغة، وقد ذكر هذا قريبًا بغير هذا التفسير. وقال تعالى في سورة القصص: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ "سَرْمَدًا"} [القصص: ٧١] أي: "دائمًا" قيل: وذكره هنا لمناسبة قوله في هذه السورة: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ}[الأنعام: ٩٦]. قوله:{اسْتَهْوَتْهُ} أي: "أضلَّتْه" يريد قوله تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ} الآية. قال تعالى:{وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} أي: "صممًا"، وأما الوقر بكسر الواو "فإنه الحمل" بكسر المهملة. قال تعالى: {يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا "أَسَاطِيرُ" الْأَوَّلِينَ} "واحدها أسطورة" بضم الهمزة وسكون السين وضمِّ الطاء "وإسطارة" بكسر الهمزة، "وهي الترهات" بضم الفوقية وتشديد الراء أي: الأباطيل. قوله:{مَلَكُوتَ} بفتح التاء في اليونينية، يريد قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ "مَلَكُوتَ" السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: "ملك" أي: فسر ملكوت بملك، وأشار إلى أن وزن ملكوت مثل رهبوت ورحموت، ويؤيده قول أبي عبيدة في تفسير الآية حيث قال: أي: ملكوت السموات والأرض خرجت مخرج قولهم في المثل: "رهبوت خير من رحموت" أي: رهبة خير من رحمة أي: أن يكون مهيبًا عند الأعداء خير من أن يكون مرحومًا عند الأحباء، "الخير الجاري"، وقوله:{تَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ}[الأنعام: ١٠٠] أي: "علا" وهذا ثابت