(٢) قوله: (ابنته أو بنته) قال الزركشي: هذا الشك لا معنى له أصلًا، والصواب بنته. قلنا: بل له معنى، وهو المحافظة على [نقل] اللفظ على وجهه كما سمع، فالراوي شك هل قال ابن عمر:"وهذه ابنته" بهمزة وصل "أو بنته" بتركها، كذا في "الخير الجاري"(٢/ ٣٩٧). قال القسطلاني (١٠/ ٢٧٣): وللكشميهني "أو أبيته" بهمزة مفتوحة فموحدة ساكنة فتحتية مضمومة ففوقية بلفظ جمع القلة في البيت، وهو شاذ. قال في "المصابيح": ويروى "هذه أبنيته أو بيته": الأول جمع بناء، والثاني واحد البيوت. وقال الحافظ ابن حجر: في "مناقب علي"[من] وجه آخر "هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية النسائي:"ولكن انظر إلى منزلته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليس في المسجد غير بيته". قال: وهذا يدل على أنه تَصَحَّف على بعض الرواة فقرأها "بنته" بموحدة ثم نون، ثم طرأ له الشكُ فقال:"بنته أو بيته"، والمعتمد أنه البيت فقط، لما ذكرنا من الروايات المصرِّحة بذلك، وتأنيث اسم الإشارة باعتبار البقعة. وفيه بيانُ قُربه من النبي - صلى الله عليه وسلم - مكانةً ومكانًا، انتهى كلام القسطلاني.