للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَأَجْمَعْتُ صِدْقَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (١) ضُحًى، وَكَانَ قَلَّمَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ سَافَرَهُ إِلَّا ضُحًى، وَكَانَ يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ، فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ، وَنَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عنْ كَلَامِي وَكَلَامِ صَاحِبَيَّ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْ كَلَامِ أحَدٍ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ (٢) غَيْرِنَا، فَاجْتَنَبَ النَّاسُ كَلَامَنَا، فَلَبِثْتُ كَذَلِكَ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ الأَمْرُ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَهَمَّ (٣) إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ (٤)

"صِدْقَ رَسُولِ اللَّهِ" في هـ، ذ: "صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ". "ضُحًى" زاد في نـ قبله: "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -". "الْمُتَخَلِّفِينَ" في نـ: "الْمُخَلَّفِينَ".

===

(١) قوله: (فأجمعتُ صدقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: عزمتُ أن لا أقول عنده إلا الصدق، كذا في "الخير الجاري" (٢/ ٤٠٠). قال القسطلاني (١٠/ ٣١٨): ولأبي ذر عن الكشميهني: "صدقي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -" أي: بعد أن بلغه أنه عليه الصلاة والسلام توجه قافلًا من الغزوة [و] اهتمّ لتخلفه من غير عذر، وتفكَّرَ فيما يخرج به من سخط الرسول، وَطَفِقَ يتذكَّر الكذبَ لذلك، فأزاح الله عنه الباطلَ، فأجمع على الصدق أي: جزم به وعقد عليه قصدَه. قوله: "ضحىً" أي: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قادمًا في رمضان ضحى، وسقطت هذه اللفظة من كثير من الأصول، انتهى.

(٢) وهم الذين اعتذروا إليه، وقَبِلَ منهم علانيتهم، واستغفر لهم وَوَكَّل سرائرَهم إلى الله، وكانوا بضعة وثمانين رجلًا، "قس" (١٠/ ٣١٩).

(٣) من أهمني الأمر إذا أقلقك وأحزنك، "ك" (١٧/ ١٤٥).

(٤) قوله: (فلا يصلي عليّ) بكسر لام يصلِّي، وفي نسخة "يصلَّى" بفتحها، ولأبي ذر عن الكشميهني: "ولا يسلم عليّ" بدل يصلي، وفي نسخة حكاها عياض عن بعض الرواة: "ولا يسلمني" والمعروف أن فعل السلام

<<  <  ج: ص:  >  >>