للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ مُجَاهِدٌ (١): {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم: ٣٤]: رَغِبْتُمْ إِلَيْهِ فِيهِ. {يَبْغُونَهَا (٢) عِوَجًا} [إبراهيم: ٣]: يَلْتَمِسُونَ لَهَا عِوَجًا.

"{وَيَبْغُونَهَا} " في نـ: "تَبْغُونَهَا". "يَلْتَمِسُونَ" في نـ: "تَلْتَمِسُونَ".

===

(١) فيما وصله الفريابي [في قوله تعالى:] {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ}، "قس" (١٠/ ٣٧١).

(٢) قوله: ({يَبْغُونَهَا}) ولأبي ذر بالفوقية بدل التحتية، يريد قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا}، قال مجاهد فيما وصله عبد بن حميد: "يلتمسون"، ولأبي ذر بالفوقية بدل التحتية. "لها عوجًا" أي: زيغًا ونكوبًا (١) عن الحق ليقدحوا فيه. قوله: " {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} " أي: "أعلمكم، آذنكم" بمد الهمزة، والمعنى آذن إيذانًا بليغًا، لما في تفعل من التكلف، وفي رواية أبي ذر كما في "الفتح": "أعلمكم ربكم". قوله: " {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} " قال أبو عبيدة: "هذا مثل" ومعناه: "كفوا عما أمروا به" من الحق ولم يؤمنوا به، قال في "الفتح": وقد تعقبوا كلامَ أبي عبيدة بأنه لم يسمع من العرب: ردَّ يده في فيه: إذا ترك الشيء الذي كان يفعله، انتهى. وأجيب بأن المثبت مقدم على النافي. قال تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي} " قال ابن عباس: "حيث يقيمه الله بين يديه" يوم القيامة للحساب. وقوله: " {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} " أي: "من قدامه"، ولأبي ذر "قدامه" بنصب الميم، وهو قول الأكثر، وهو من الأضداد. قوله تعالى: " {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} " قال أبو عبيدة: "واحدها تابع، مثل غَيَبٍ وغائب" ومثل خَدَمٍ وخادم، أي: يقول الضعفاء للذين استكبروا أي: لرؤسائهم الذين استتبعوهم: إنا كنا لكم تبعًا في التكذيب للرسل


(١) في الأصل: "زيفًا وتلويًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>