(٢) قوله: ({يَبْغُونَهَا}) ولأبي ذر بالفوقية بدل التحتية، يريد قوله تعالى:{الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا}، قال مجاهد فيما وصله عبد بن حميد:"يلتمسون"، ولأبي ذر بالفوقية بدل التحتية. "لها عوجًا" أي: زيغًا ونكوبًا (١) عن الحق ليقدحوا فيه. قوله:" {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} " أي: "أعلمكم، آذنكم" بمد الهمزة، والمعنى آذن إيذانًا بليغًا، لما في تفعل من التكلف، وفي رواية أبي ذر كما في "الفتح": "أعلمكم ربكم". قوله:" {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} " قال أبو عبيدة: "هذا مثل" ومعناه: "كفوا عما أمروا به" من الحق ولم يؤمنوا به، قال في "الفتح": وقد تعقبوا كلامَ أبي عبيدة بأنه لم يسمع من العرب: ردَّ يده في فيه: إذا ترك الشيء الذي كان يفعله، انتهى. وأجيب بأن المثبت مقدم على النافي. قال تعالى:{ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي}" قال ابن عباس: "حيث يقيمه الله بين يديه" يوم القيامة للحساب. وقوله: "{مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ}" أي: "من قدامه"، ولأبي ذر "قدامه" بنصب الميم، وهو قول الأكثر، وهو من الأضداد. قوله تعالى: "{إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا}" قال أبو عبيدة: "واحدها تابع، مثل غَيَبٍ وغائب" ومثل خَدَمٍ وخادم، أي: يقول الضعفاء للذين استكبروا أي: لرؤسائهم الذين استتبعوهم: إنا كنا لكم تبعًا في التكذيب للرسل