"فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ" كذا في هـ، ذ، ولغيرهما:"فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ". " {وَيَسْأَلُونَكَ} " في نـ: " {يَسْأَلُونَكَ} ". " {وَمَا أُوتِيتُمْ} " في سـ، حـ، ذ:"وَمَا أُوتُوا" - وهي قراءة شاذة، "قس"(١٠/ ٤٢١).
===
(١) قوله: (لا يستقبلكم) بالرفع على الاستئناف، ويجوز السكون على النهي، وفي "العلم": "فقال بعضهم: لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه" إن لم يفسره لأنهم قالوا: إن فسره فليس بنبي، وذلك لأن في التوراة: أن الروح مما انفرد الله بعلمه ولا يطلع عليه أحدًا من عباده، فإذا لم يفسره دل على نبوته وهم يكرهونها، وفيه قيام الحجة عليهم في نبوته، "قس"(١٠/ ٤٢٠).
(٢) قوله: ({قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}) أي: من الإبداعيات الكائنة بـ "كُنْ" من غير مادة وتولُّدٍ من أصل كأعضاء جسده، أو وُجِدَ بأمره وحدث بتكوينه على أن السؤال عن قدمه وحدوثه. وقيل: مما استأثره الله بعلمه، وقيل: الروح جبرئيل، وقيل: خلق أعظم من الملك، وقيل: القرآن، و {مِنْ أَمْرِ رَبِّي} معناه: من وحيه، "بيضاوي"(١/ ٥٨٠).
قال القسطلاني (١٠/ ٤٢١): الأمر بمعنى الشأن أي: معرفة الروح من شأن الله لا من شأن غيره، ولا يلزم من عدم العلم بحقيقته نفيُه، فإن حقائق أكثر الأشياء مجهولة ولم يلزم من كونها مجهولة نفيُها، ويؤيده قوله تعالى:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، انتهى.
ومرَّ الحديث مع بعض بيانه (برقم: ١٢٥) في "كتاب العلم".