للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (١): {فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: ٥٢]: إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ. وَيُقَالُ: أُمْنِيَّتِهُ قِرَاءَتُهُ. {إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة: ٧٨]: يَقْرَءُونَ وَلَا يَكْتُبُونَ.

"{فِي أُمْنِيَّتِهِ} " في نـ: " {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ". "مَا يُلْقِي" في ذ: "مَا أَلْقَى". "وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ" في نـ: "وَيُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ".

===

(١) قوله: (وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} " أي: "إذا حدّث" أي: إذا تلا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا من الآيات المنزَّلة عليه من اللَّه "ألقى الشيطان في حديثه" في تلاوته عند سكتة من السكتات ما يوافق رأي أهل الشرك من الباطل، فيسمعونه فيتوهمون أنه مما تلاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو مُنَزَّه عنه، لا يخلط حقًا بباطل، حاشاه اللَّه من ذلك. "فيبطل اللَّه ما يلقي الشيطان ويحكم آياته" أي: يثبتها "ويقال": إن "أمنيته" هي "قراءته وفي بعض الأصول وكثير من النسخ: "أمنيته قراءته" بجرِّهما على ما لا يخفى. قوله: " {إِلَّا أَمَانِيَّ} " يريد قوله تعالى في سورة البقرة: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} أي: "يقرؤون ولا يكتبون"، وهذا أورده المؤلف رحمه اللَّه استشهادًا على أن "تَمنَّى" في هذه السورة في قوله تعالى: {إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} بمعنى قرأ، وهو خلاف ما فسّره به صاحب "الأنوار" حيث قال: {إِذَا تَمَنَّى} إذا زوّر في نفسه ما يهواه {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} في تشهّيه ما يوجب اشتغالَه بالدنيا، "قس" (١٠/ ٤٨٠ - ٤٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>