للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْخَزْرَجِ، أَمَرتَنَا، فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ، قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -وهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا (١)، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ- فَقَالَ لِسَعْدٍ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، فَقَامَ أُسَيدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ (٢) الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَم يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يخَفِّضهُم حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، قَالَتْ:

"قَالَتْ: فَقَامَ" في نـ: "قَالَ: فَقَامَ". "أُسَيدُ بْنُ حُضَير" في ذ: "أُسَيدُ بْنُ الْحُضيرِ". "عَمِّ سَعْدٍ" في نـ: "عَمِّ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ". "سَكتُوا" في نـ: "سَكَنُوا".

===

(١) قوله: (وكان قبل ذلك رجلًا صالحًا) كامل الصلاح لم يسبق منه ما يتعلق بالوقوف مع أنفة الحمية، "ولكن احتَمَلَتْه" من مقالة سعد بن معاذ "الحمية" أي: أغضبته، وفي رواية معمر عند مسلم (ح: ٢٧٧٠): "اجتهلته" فجيم ففوقية فهاء وصوّبها التوربشتي، أي: حملته على الجهل، "فقال لسعد" هو ابن معاذ: "كذبت لعمر اللَّه" بفتح العين أي: وبقاء اللَّه "لا تقتله ولا تقدر على قتله" لأنا نمنعك منه، ولم يرد ابن عبادة الرضا بقول عبد اللَّه بن أبي لكن كان بين الحيين مشاحنة زالت بالإسلام وبقي بعضها بحكم الأنفة فتكلم ابن عبادة بحكم الأنفة ونفى أن يحكم فيه سعد بن معاذ. "فقام أسيد بن حضير" بضم الهمزة وفتح السين المهملة، وحضير بضم المهملة وفتح المعجمة. قوله: "واللَّه لنقتلنه" بالنون، ولو كان من الخزرج إذا أمرنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قوله: "تجادل عن المنافقين" تفسير لقوله: "فإنك منافق" فليس المراد نفاق الكفر، "قسطلاني" (١٠/ ٥١٨ - ٥١٩).

(٢) أي: نهض بعضهم إلى بعض من الغضب، "قس" (١٠/ ٥١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>