قوله:" {فَارِغًا} " في قوله: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا}[أي: خاليًا من كل شيء]"إِلَّا من ذكر موسى" قال البيضاوي: صفرًا من العقل لما دَهَمَها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوعه في يد فرعون، وقوله تعالى:{لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}" أى: "المرحين" قاله ابن عباس، وقال مجاهد: يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون اللَّه على ما أعطاهم. قوله تعالى:{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} أي: "اتبعي أثره" حتى تعلمي خبره، وكانت أخته لأبيه وأمه، واسمها مريم.
قوله: " {عَنْ جُنُبٍ}" في قوله: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} أي: أبصرت أخت موسى موسى مستخفية كائنة "عن بُعْدٍ" صفة لمحذوف، أي: عن مكان بعيد. وقوله: "وعن جنابةٍ واحدٌ" أي: في معنى البعد، "وعن اجتناب أيضًا"، وقرئ قوله: "عن جنب" بفتح الجيم وسكون النون، وبفتحهما، وبضم الجيم وسكون النون، وعن جانب، وكلها شاذة، والمعنى واحد. قوله: "نبطش" بالنون وكسر الطاء "ونبطش" بضم الطاء لغتان، ومراده الإشارة إلى قوله:{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ}[القصص: ١٩] لكن الآية بالياء، وكذا وقع في بعض نسخ "البخاري"، والضم قراءة أبي جعفر، والكسر قراءة الباقين. قوله: "{آنَسَ}" بالمدّ في قوله تعالى: {وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} أي: "أبصر" من الجهة التي تلي الطور نارًا، وكان في البرية في ليلة مظلمة. قوله: "الجذوة" في قوله تعالى: {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ} هي "قطعة غليظة من الخشب" أي: في رأسها "نار ليس فيها لهب، والشهاب" المذكور في "النمل" في قوله: {شِهَابٍ قَبَسٍ} هو ما "فيه لهب" وذكره تتميمًا للفائدة.
قوله: "والحيات" جمع حية، يشير إلى قوله:{فَأَلْقَاهَا} يعني فألقى موسى عصاه {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ} وأنها "أجناس: الجان" كما في قوله تعالى: