للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا يَرفَعُهَا العُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ. {لَتَنُوءُ} [القصص: ٧٦]: لَتُثْقِلُ.

===

{كَأَنَّهَا جَانٌّ} "والأفاعي والأساود" وكذا الثعبان في قوله: {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} [الأعراف: ١٠٧] ولم يذكره المؤلف، وقد قيل: إن موسى عليه السلام لما ألقى العصا انقلبت حية صفراء بغلظ العصا ثم تورمت وعظمت، سماها جانًّا تارة نظرًا إلى المبدإ، وثعبانًا مرة باعتبار المنتهى، وحية أخرى بالاسم الشامل للِحالين، وقيل: كانت في ضخامة الثعبان وجلادة الجان، ولذلك قال: {كَأَنَّهَا جَانٌّ}. قوله: "وقال غيره" أي: غير ابن عباس: " {سَنَشُدُّ} " عضدك أي: "سنعينك كلما عَزَّزْتَ شيئًا" بعين مهملة وزائين معجمتين "فقد جعلتَ له عضدًا" يقويه وهو من باب الاستعارة، شبه حال موسى بالتقوي بأخيه بحالة اليد المتقوية بالعضد فجعل كأنه يد مستندة بعضد شديدة، وسقط لأبي ذر والأصيلي من قوله: "آنس" إلى هنا. قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} أي: "بيناه وأتممناه" قاله ابن عباس، وقيل: أتبعنا بعضَه بعضا بالإنزال ليتصل التذكير. قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا} [القصص: ٥٩]: أم القرى مكة" لأن الأرض دُحِيَتْ من تحتها "وما حولها" ومراده أن الضمير "في أمها" للقرى، و"مكة وما حولها" تفسير للأم. قوله: " {تُكِنُّ} " في قوله: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} أي: ما "تخفي" صدورهم، يقال: "أكننت الشيء" بالهمزة وضم التاء، وفي بعضها بفتحها أي: "أخفيته، وكننته" بتركها من الثلاثي، وضم التاء وفتحها، أي: "أخفيته وأظهرته" بالهمز فيهما، وفي نسخة معتمدة: "خفيته" بدون همزٍ، "أظهرته" بدون واو، قال ابن فارس: أخفيته سترته، وخفيته أظهرته، وقال أبو عبيدة: أكننته إذا أخفيته وأظهرته، وهو من الأضداد. قوله: " {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} " وهي "مثل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ} " وحينئذ تكون ويكأن كلها كلمة مستقلة بسيطة، وعن الفراء: أنها بمعنى: أما ترى إلى صنع اللَّه؛ وقيل غير ذلك، "قس" (١٠/ ٥٦١ - ٥٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>