وقت قيام الساعة. قال تعالى:{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} أي: "خرج أحَدهما من الآخر"، شبَّه انكشاف ظلمة الليل بكشط الجلد من الشاة، "ويجري كل واحد منهما"{لِمُسْتَقَرٍّ} إلى أبعد مغربه فلا يتجاوز ثم يرجع، أو المراد بالمستقر: يوم القيامة، فالجريان في الدنيا غير منقطع. وقال تعالى:{وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} أي: "من الأنعام" كالإبل، فإنها سفائن البر، وهذا قول مجاهد، وقال ابن عباس: وهو أشبه بقوله: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ}[يس: ٤٣] لأن الغرق في الماء، قال تعالى:{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} وبغير ألف بعد الفاء، وبها قرأ أبو جعفر، أي:"معجبون" بفتح الجيم، وفي رواية غير أبي ذر:" {فَاكِهُونَ} " بالألف، وهي قراءة الباقين وبينهما فرق بالمبالغة وعدمها. قال تعالى:{لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} أي: "عند الحساب" قال ابن كثير: يريد أن هذه الأصنام محشورة يوم القيامة محضرة عند حساب عابديها ليكون ذلك أبلغ في خزيهم وأدلّ في إقامة الحجة عليهم. قال ابن عباس في قوله تعالى:{طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} أي: "مصائبكم"، وعنه فيما وصله الطبري: أعمالكم أي: حظكم من الخير والشر، قوله تعالى:{قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} أي: "مخرجنا" قال ابن كثير: أي: يعنون قبورهم التي كانوا في الدنيا يعتقدون أنهم لا يبعثون منها، فلما عاينوا ما كذبوه في محشرهم {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}. قوله:" {مَكَانَتِهِمْ} ومكانهم واحد" أي: في المعنى، ومراده قوله تعالى:{وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ}. والمعنى: لو نشاء جعلناهم قردة وخنازير في منازلهم أو حجارة وهم قعود في منازلهم، لا أرواح لهم، "قس"(١١/ ١١ - ١٢).