للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ (١) وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {دَحَاهَا} [النازعات: ٣٠]، وَقَوْلُهُ: {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: ٩] فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ

"الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ" في هـ، حـ: "الْحِبَالَ وَالْجِمَالَ". "وَالْجِمَالَ" في نـ: "وَالْحِبَالَ". "وَالآكَامَ" في سـ، حـ، ذ: "وَالأَكْوَام". "وَمَا بَيْنَهُمَا" في نـ: "وَمَا بَيْنَهَا". "فَجُعِلَتِ الأَرْضُ" في هـ، ذ: "فَخُلِقَتِ الأَرْضُ".

===

وفي "القاموس" (ص: ٩٩٤): الأكمة، محركةً: التل من القُفِّ من حجارة واحدة، أو هي دون الجبال، أو الموضع يكون أشد ارتفاعًا مما حوله، وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرًا، والجمع أكم محركة، وبضمتين، وكأَجْبُل وجِبال وأجبال، انتهى. قال الكرماني (١٨/ ٧٤ - ٧٥) وصاحب "الفتح" (٨/ ٥٥٨): إن الحاصل ما وقع في السوال في حديث الباب أربعة مواضع: الأول: أنه تعالى قال في آية "لا يتساءلون"، وفي أخرى: "يتساءلون". والثاني: أنه علم من آية أنهم لا يكتمون اللَّه حديثًا، ومن أخرى أنهم يكتمون كونهم مشركين. والثالث: ذكر في آية خلق السماء قبل الأرض، وفي أخرى بالعكس. والرابع: قوله: إن اللَّه كان غفورا رحيمًا وكان سميعًا بصيرًا، يدل على أنه كان موصوفًا بهذه الصفات في الزمان الماضي، ثم بغير ذلك. فأجاب ابن عباس: بأن التساؤل بعد النفخة الثانية وعدمه قبلها. وعن الثاني: بأن الكتمان قبل إنطاق الجوارح وعدمه بعدها. وعن الثالث: بأن خلق نفس الأرض قبل السماء ودحاها بعده. وعن الرابع: بأنه تعالى سمّى نفسه بكونه غفورًا رحيمًا وهذه التسمية مضت؛ لأن التعلق انقطع، وأما ذلك أي: ما قال من الغفورية والرحيمية فمعناه أنه لا يزال كذلك لا ينقطع، فإن اللَّه إذا أراد المغفرة والرحمة أو غيرها من الأشياء في الحال أو الاستقبال فلا بد من وقوع مراده قطعًا، انتهى.

(١) بكسر الجيم أي: الإبل، "قس" (١١/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>