للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

امْرَأً مِنْ قُرَيْشٍ (١)، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ (٢)، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيهِمْ يَدًا (٣) يَحْمُونَ قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ (٤) ". فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ (٥). فَقَالَ: "إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ (٦)

"إِذْ فَاتَنِي" في نـ: "إِذْ فَاتَنِي ذلك". "دَعْنِي" في سـ، حـ، ذ: "فدَعْنِي". "إِنَّهُ شَهِدَ" في نـ: "إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ".

===

(١) أي: بالحلف والولاء، "قس" (١١/ ١٥٢).

(٢) أي: نسبًا وولادةً.

(٣) أي: يد منة عليهم، "قس" (١١/ ١٥٢).

(٤) بتخفيف الدال، "قس" (١١/ ١٥٢).

(٥) قوله: (دعني با رسول اللَّه فأضرب عنقه) واستدل باستئذان عمر على قتل حاطب لمشروعية قتل الجاسوس، ولو كان مسلمًا، وهو قول مالك ومن وافقه، ووجه الدلالة أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أقر عمر على إرادة القتل لولا المانع، وبيّن المافع وهو كون حاطب شهد بدرًا، وهذا منتف في غير حاطب، فلو كان الإسلام مانعًا من قتله لما علل بأخص منه، "فتح" (٨/ ٦٣٥).

(٦) قوله: (لعل اللَّه اطلع على أهل بدر) الذين حضروا وقعتها "اعملوا ما شئتم" في المستقبل "فقد غفرت لكم" عبر عن الآتي بالواقع مبالغة في تحققه. قال القرطبي ["المفهم" (٦/ ٤٤١)]: والمعنى أنهم حصلت لهم حالة غفرت بها ذنوبهم السابقة، وتأهلوا أن تغفر لهم الذنوب اللاحقة إن وقعت منهم، ومعنى الترجي هنا كما قاله النووي: راجع إلى عمر، لأن وقوع هذا الأمر محقق عند الرسول، كذا في "القسطلاني" (١١/ ١٥٢). قال علي

<<  <  ج: ص:  >  >>