"وَقَالَ صَاحِبٌ" في نـ: "فَقَالَ صَاحِبٌ". "يَجْهَرُ بِهِ" في نـ: "أَنْ يَجْهَرَ بِهِ".
===
وهو الاستماع. وقوله:"أذن" أي: استمع. والحاصل: أن لفظ "أَذِن" بفتحة ثم كسرة في الماضي، وكذا في المضارع مشترك بين الإطلاق والاستماع، تقول: أذنت آذن بالمد، فإن أردت الإطلاق فالمصدر بكسرة ثم سكون، وإن أردت الاستماع فالمصدر بفتحتين، وقال القرطبي ["المفهم"(٢/ ٤٢١)]: أصل الأذن بفتحتين أن المستمع يميل بأُذُنه إلى جهة من يسمعه، وهذا المعنى في حق اللَّه لا يراد به ظاهره، وإنما هو على سبيل التوسع على ما جرى به عرف التخاطب، والمراد به في حق اللَّه إكرام القارئ وإجزال ثوابه؛ لأن ذلك ثمرة الإصغاء، "فتح"(٩/ ٦٨، ٦٩).
(١) قوله: (وقال صاحب له) قال الكرماني (١٩/ ٣٠): الظاهر أن المراد بصاحب له: صاحب أبي هريرة، انتهى. وكذا نقله في "المجمع"(٤/ ٧٣). قال في "الفتح"(٩/ ٦٩) الضمير في قوله: "له" يعود إلى أبي سلمة، والصاحب المذكور هو عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، بينه الزبيدي عن ابن شهاب في هذا الحديث، انتهى، وكذا في "التوشيح"(٧/ ٣١٨٧)، و"العيني"(١٣/ ٥٦٧). قوله:"يريد أن يجهر به" أي: يحسن به صوته، وهو أحد الأقوال في تفسير "يتغنى"، وقيل: المراد به: التحزن، وقيل: التشاغل -من "تغنى بالمكان" أقام به-، وقيل: التلذذ والاستحلاء له، كما يستلذ أهل الطرب بالغناء، وقيل: يجعله هجيراه كما يجعل المسافر والفارغ هجيراه الغناء، فيكون معنى الحديث: الحث على ملازمة القرآن، "توشيح"(٧/ ٣١٨٧).
(٢) أي: يجهر بتحسين صوته وتحزينه، ويستحب ذلك ما لم يخرجه عن حد القرآن، "مجمع"(٤/ ٧٣).