للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي الْعَنَتَ (١)، وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ النِّسَاءَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ جَفَّ (٢) الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ، فَاخْتَصِر (٣) عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ". [تحفة: ١٥٣٣١].

"وَأَنَا أَخَافُ" في هـ: "وَإِنِّي أَخَافُ". "جَفَّ الْقَلَمُ" في نـ: "قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ". "فَاخْتَصر" في نـ: "فَاخْتَصِ".

===

هو: الزنا هنا، ويطلق أيضا على الإثم والفجور والأمر الشاق والمكروه، وقال ابن الأنباري: أصل العنت الشدة. قوله: "ولا أجد ما أتزوج به النساء فسكت عني" كذا وقع، وفي رواية حرملة: "ولا أجد ما أتزوج به النساء، فائذن لي أختصي" وبهذا يرتفع الإشكال عن مطابقة الجواب للسؤال، كذا في "فتح الباري" (٩/ ١١٩).

(١) بفتحتين وهو الزنا، "خ" (٢/ ٤٥٦).

(٢) عبارة عن عدم تغير حكمه، "مجمع" (١/ ٣٦٤)، أي: نفذ المقدور بما كتب في اللوح المحفوظ، "ف" (٩/ ١١٩).

(٣) قوله: (فاختص) هو أمر من الاختصاء فآخره صاد مكسورة مخففة وهو الأشبه بقوله في الترجمة: باب ما يكره من التبتل والخصاء، قال الزركشي (٣/ ١٠٣٤): لكن زيادة راء في آخره أشبه بما روي في هذا المكان (١): "فاختصر" والاختصار نحو الاختصاء، وقال في "الفتح" (٩/ ١١٩، ١٢٠): وعلى الروايتين فليس الأمر فيه لطلب الفعل بل هو للتهديد، وهو كقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: ٢٩]، والمعنى: إن فعلت أو لم تفعل فلا بد من نفوذ


(١) في الأصل: "في غير هذا المكان".

<<  <  ج: ص:  >  >>