للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعِلْمِ (١)، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ (٢) قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [مريم: ٢٩].

وَقَالَ الضَّحَّاكُ (٣): {إِلَّا رَمْزًا} [آل عمران: ٤١]: إِشَارَةً.

وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ (٤) (٥): لَا حَدَّ وَلَا لِعَانَ. ثُمَّ زَعَمَ:

"وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى" في نـ: "وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ". "إِشَارَةً" في نـ: "إِلَّا إِشَارَةً".

===

(١) من غيرهم كأبي ثور، "قس" (١٢/ ٨٦).

(٢) قوله: (قال اللَّه تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ}) قال ابن بطال: احتج البخاري بقوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} على صحة الإشارة؛ إذ عرفوا من إشارتها ما يعرفونه من نطقها، وبقوله تعالى: {أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا}، أي: إشارةً، ولولا أنه يفهم منها ما يفهم من الكلام لم يقل تعالى: لا تكلمهم إلا رمزًا، فجعل الرمز كلامًا، قاله الكرماني (١٩/ ٢١٦).

(٣) قوله: (وقال الضحاك) أي ابن مزاحم، وقال الكرماني: هو ابن شراحيل الهمداني، فلم يُصِبْ. قوله: "إلا رمزًا" فاستثنى الرمز من الكلام، فدل على أن له حكمه، "فتح" (٩/ ٤٤٠).

(٤) يريد به الحنفية، "ك" (١٩/ ٢١٦).

(٥) قوله: (وقال بعض الناس: لا حدّ ولا لعان، ثم زعم. . .) إلخ، يريد به الحنفية حيث قالوا -كما في "الهداية" (١/ ٢٧٢ و ٢٢٤) -: قذف الأخرس لا يتعلق به اللعان؛ لأنه يتعلق بالصريح كحدّ القذف، وفيه خلاف الشافعي، وهذا لأنه لا يعرى عن الشبهة، والحدود تندرئ بها، وطلاق الأخرس واقع بالإشارة؛ لأنها صارت معهودة فأقيمت مقام العبارة دفعًا للحاجة، انتهى. قال في "الخير الجاري" (٢/ ٤٨٢ - ٤٨٣): المؤلف أورد

<<  <  ج: ص:  >  >>